فضل الدعاء والذكر عند الانتهاء من تلاوة القرآن الكريم هو دعاء كفارة المجلس وهو:" سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ"
- فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: " مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا قَطُّ، وَلَا تَلَا قُرْآنًا، وَلَا صَلَّى صَلَاةً، إِلَّا خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِسًا، وَلَا تَتْلُو قُرْآنًا، وَلَا تُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا خَتَمْتَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: (نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْرًا خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرًّا كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ) صححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة".
- مع التنبيه على أن الدعاء بعد قراءة القرآن ليس سنة، ولكنه من المباحات شرط أن لا يكون عادة ومعتقد بها من قبل المسلم.
- ولكن من باب الدخول في عبادة أخرى فجائز وفقاً لقوله تعالى: (فإذا فرغت فانصب) سورة الشرح 8 / أي إذا انتهيت من عبادة فأبدأ بعبادة أخرى.
- وقد عد العلماء هذا الوقت (بعد الانتهاء من قراءة القرآن) من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء - وخاصة عند ختم القرآن الكريم - فقد كان بعض السلف الصالح يجمع أهله وأولاده عندما يختم القرآن الكريم ويدعو الله تعالى وهم يؤمنون على دعاءه، وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن كان يفعل ذلك.
- والقرآن ورد فيه كثير من آيات الدعاء بلغت أكثر من (ثلاث وسبعون آية) منها:
1- قوله تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) سورة البقرة الآية 201
2- وقوله تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) سورة آل عمران الآيات 8 - 9
3- (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) سورة آل عمران الآية 16
4- (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) سورة آل عمران الآية 53
5- (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) سورة الأعراف الآية 151
6- (فَإِن تَوَلَّوا فَقُل حَسبِيَ اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ) سورة التوبة الآية 129
7- (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) سورة إبراهيم الآيات 40 - 41
8- (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) سورة الأنبياء الآية 87
9- (رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) سورة المؤمنون الآية 94
10- (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) سورة الفرقان الآيات 65-66
11- (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) سورة الفرقان الآية 74
12- (رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) سورة الدخان الآية 12
13- (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا) سورة نوح الآية 28
- وحتى يقبل الدعاء ويستجاب لا بد أن تتوفر فيه بعض الشروط وهي:
1- أن لا يسأل ويدعو إلا الله تعالى ففي الحديث (إذا سألت فاسأل الله)
2- التوسل والإلحاح على الله تعالى بالدعاء فإن الله تعالى يحب العبد اللحوح.
3- أن لا يستعجل الإجابة.
4- أن لا يكون في الدعاء إثم أو قطيعة رحم.
5- أن يثق بالله تعالى ويوقن بالإجابة.
6- استحضار القلب والنية الخالصة في الدعاء.
7- أطابت المأكل والمشرب والملبس ففي الحديث: (أطب مطعمك تستجب دعوتك)