قلب اليدين أثناء الدعاء فيه اختلاف في الرأي عند جمهور العلم فمنهم من قال بأنه يشرع قلب اليدين إذا كان الدعاء لِرَفْعِ بَلَاءٍ، كالحرب أو الْقَحْطِ وَنَحْوِهِ، ما إذا دَعَا لِسُؤَالِ شَيْءٍ وَتَحْصِيلِهِ، جَعَلَ بَطْنَ كَفَّيْهِ إلى السماء وقد احتجوا بما رواه مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْقَى، فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ). رواه مسلم
-وقد ذكر النووي رحمه الله بأن جماعة من أصحاب العلم وغيرهم من أهل السنة وافقوا في قلب اليدين عند الدعاء في شرح صحيح مسلم فقال:
السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء، احتجوا بحديث استسقى النبي صلى الله عليه وسلم فأشار بظهر كفيه إلى السماء.
-وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أما الدعاء بظهور الأكف: فقد اختلف أهل العلم فيه، لأنه ورد في صحيح مسلم ما ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بظهور كفيه في الاستسقاء، ولكن الظاهر ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أن الدعاء كله ببطون الأكف،
-ذهب أيضا بعض أهل العلم: إلى أن الدعاء كله يكون ببطون الأكف، وأن ما ورد من أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار بظهر كفيه إلى السماء في الاستسقاء محمول على شدة الرفع.
-ويروى بأن سبب ظهور كفي الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السماء، لأنه صلى الله عليه وسلم بالغ في الرفع فظن من يراه أنه جعل ظهورهما نحو السماء، وليس المعنى أنه دعا بهما مقلوبتين، وهذا هو الأقرب والأصح والله أعلم
-وإن كان الأقرب: ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهو ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، أن الدعاء يكون ببطون الأيدي.
-وفي صفة رفع اليدين في الدعاء كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن يرفعهما الداعي إلى صدره، ويبسطهما مضمومتين، وبطونهما إلى السماء.
فقد ثبت (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا). رواه أبو داود وصححه الألباني.
-الراجح عند أهل العلم والله أعلم بأن قلب اليدين ليس له أصل.