قال الراغب الاصفهاني في المفردات القرآنية :
" أصل الحق المطابقة والموافقة "
فالإستقامة على الأصل وموافقته هو حق
ثم ذكر أربع أوجه
الأول وهو أعظم معنى للحق :
من أوجد الأشياء وفق الحكمة وهو الله تعالى
قال تعالى:" فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ (32) " سورة يونس فهو الحق المطلق
والثاني : كل ما أوجده الله تعالى وفق حكمته فهو حق :
قال تعالى : " هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) سورة يونس مثل أفعاله في الخلق
والوجه الثالث :
الحق الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه
مثل اعتقاد المؤمنين بأركان الإيمان
قال تعالى :" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213) سورة البقرة
وأما الرابع : الفعل والقول الواقع بحسب ما يجب وبقدر ما يجب وفي الوقت الذي يجب
وهذا يصدق في وصف من ينطبق عليه ممن كان
ومنه إدراك الحق عند الخصم أو المخالف
وأخذ الحكمة ممن ينطق به دون النظر في أصله ووصفه