ما سبب شلل علي الديك؟

حسب اطلاعي على عدة مصادر فإن إصابة الفنان علي الديك بالشلل يرجع إلى تاريخه المرضي مع مرض شلل الأطفال وهو صغير. هو ليس مشلولاً تماماً ولكنه لا يقدر على المشي الطبيعي بسبب المرض الذي حدث معه. ما هو جميل حقاً ويبعث بالحياة أن ذلك لم يوقفه عن تحقيق حلمه بأن يصبح مغني.

ما يزعجني حقاً هو قول بعض الأشخاص بأن ما حدث معه هو عقاب إلهي لكونه يغني وبنظرهم ينشر "الفسق والفجور"! إذا عن مرضه وهو طفل؟ هل هذا عقاب من الله أيضاً؟ لماذا تصورون الله على أنه كائن قاسي جداً وينظر بترقب إلى هفوات عباده وأخطائهم؟

يعاني الفنان السوري علي الديك من مشكلة طبية (شلل الأطفال) في إحدى ساقَيه منذ الصغر مما أثّر على سَيرِه بشكل طبيعي، وهو ما أطلق العنان لمحبيه، حسن نية، وحاقديه، بسوء نية، على حد سواء لتأليف الإشاعات التي لا أساس لها من الصحة حول سبب هذه الإعاقة وربطها بكل مشكلة تواجهه في حياته، حتى أنهم ينسبون عدم زواجه لها.

وُلِد علي هرمز، وهو اسم عائلته الأصلي قبل اقتحامه لعالم الفن، في منطقة رأس البسيط في قرية (ضيعة) الزيتونة في محافظة اللاذقية في العام 1971 لعائلة محبة للفن، إذ ينشط في المجال عينه أخواه حسين وعمار كمغنيَين، وأخوهم حسن كملحن، ناهيك عن شقيقيهم محمد وأحمد وشقيقتيهم وريم وهدى الذين يفخرون بالرباعي الفني ويقدمون له كل الدعم.

أما عن سبب التحول من اسم هرمز إلى الديك، فهو عائد للقب علي نفسه بين أقرانه وخلانه في بلدته، حيث كانوا ينادونه بالديك لنقاء صوته وعُلُوّه وصدحه، تماماً كصوت الديك، حتى أن والده كان وما يزال يناديه بالديك، لا بعلي. كان علي أول من اقتحم عالم الفن من عائلة الديك في العام 1997، ومهد الطريق أمام أخويه للسير على خطاه، ليبدأ كل منهم بتوسيع قاعدته الشخصية التي تشمل على نحو دائم الأخوَين الآخَرَين، فمحبو علي يحبون حسين وعمار، والعكس صحيح.

لكن مسيرة علي لم تبدأ بالازدهار والانتشار قبل العام 2000، ليغني حتى الآن قرابة الـ 200 أغنية تتسم بالطابع الجبلي الذي يميزه الصوت القوي والعذب، وهو منتشر على الساحل السوري، وأغلب السواحل العربية الأخرى، والذي ينسبه الناس لهواء الساحل العليل.

أما ما يُثار عن تعرض الديك الأكبر (علي) لحادث سير تسبب بحالة الإعاقة التي يعاني منها، فهو محض إشاعة من تلك الإشاعات التي أطلقها الإعلام دون تحري صدقها. فتارة يُقال إنه شوهد داخل سيارته المقلوبة على طريق دمشق الدولي، وتارة أُخرى تنتشر الأقاويل بأن إصابته جاءت لوقوعه ضحية خلاف جمعه بمتنفّذين محليين أطلقوا على ساقه النار وتسببوا له بها. لكن أغلب الظن أن الفنان ذو الصوت الجبلي القوي كان مصاباً بمرض شلل الأطفال في صغره، وهو ما سبب له هذه الحالة التي أثرت بدورها على سيره ووقوفه.

وهو ما يفسر سبب عدم رؤيته ماشياً على المسارح التي يغني عليها. لكن الأكيد أن الحالة طبية صحية لا حادث فيها ولا خلاف. أما حياته الفنية فبدأت كغيره من الفنانين الجبليين حيث كان ذائع الصيت بين المقربين منه وأهله وقريته، إذ كان يغني في أيام الحصاد في منطقة رأس البسيط. فبرع في اللون الجبلي ودخل المجال الفني من خلاله.

ولم ينس الديك المناطق الريفية التي ترعرع بينها وأطلق ألبوماً بعنوان "سمرا وأنا الحاصودي" مخلداً لذكرى الأيام الخوالي التي عاش فيها الديك شبابه وأحس بالشعبية وحب الناس له. وكان لخفة ظله وعفويته وتلقائيته دور في تقديمه لبرنامج "غنيلي تغنيلك" الناجح إعلامياً، فهو على سجيته مع ضيوفه الذين يختارهم من المقربين إلى قلبه، ودائماً ما تجمعهم مشاركات تطرب المستمعين وتشنف الآذان. ومن أهم أسباب نجاح هذا البرنامج بقاء علي الديك على طبيعته الريفية البسيطة وعدم شعوره بالتعالي أو النجومية. 

 ومن الجدير بالذكر أن علي الديك متمسك بدوره كمغنٍ ويرفض التمثيل بشكل احترافي، فهو على قناعة بأن موهبته تكمن في الغناء وحده، لا في التمثيل، وأنه لو اتجه للتمثيل، لأخفق لأنه لا يتمتع بالموهبة اللازمة لهذه الأدوار الفنية. وهذا السبب جعله يرفض العروض التي قدمت إليه للتمثيل، خاصة من الدراما المصرية. أما علاقته بالتمثيل فهي محصورة في غنائه لبعض الشارات الغنائية للمسلسلات الناجحة والمشهورة وعلى رأسها مسلسل "ضيعة ضايعة" ومسلسل "صايعين ضايعين" اللذين يمثلان قمة الكوميديا السوداء في سوريا.