لماذا واجه معظم الفنانيين العالميين مصير الموت بالفقر ولماذا وصلت إليهم الشهرة بعد مماتهم فقط

1 إجابات
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
دبلوم في Dental hygienist (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لطالما كانت الشهرة المسعى الأول الذي يسعى إليه اغلب المبدعين، و الفنانين، و العلماء، وغيرهم من الأشخاص الذين لمعت بعيونهم أضواء الشهرة، و جعلت من نورها مساراً يركضون في طرقاته، لكي يتبعوا مصدر شعلة النور في أرواحهم.
ولكن بالرغم من محاولات البعض، و كمية الإبداع الذي عملوا على تجسيده في أعمالهم إلا أن سوء الحظ كان رفيق رحلتهم، و جعل من وصولهم الى الضوء متأخر، أو ربما متأخر لدرجة وقوعهم في غياهب الموت قبل ان تسطع عليها اضواء الشهرة.
ولعل أبرز هذه الأسامي ترسخت لدينا عبر العصور، و حفرت أسماءها في دفاتر التاريخ، واستطاعت أن تدخل الى عالم الشهرة من أوسع أبوابها، لكنها للأسف لم ترى عظمة ما صنعت اناملها، ومن هذه الشخصيات:
الرسام فان غوخ 
تعتبر لوحاته من أشهر اللوحات في العالم، وأعلاها سعراً، و التي استطاعت أن تحمل معها رسائل رافضة للواقع تجسد معانيها عبر الألوان و الخطوط المتمردة على الطبيعة، حيث أعتبر من أعظم الرسامين عبر العصور، و أكثرهم ابداعاً، لكنه للأسف لم يصل إسمه الى العالم، ولم تعرف لوحاته إلا بعد وفاته، وربما كان السبب في تأخر شهرته هو معناته من الأمراض النفسية، و تحديداً مرض الإكتئاب الذي أدى في نهاية المطاف إلى انتحاره تاركاً وراءه العديد من الأعمال التي ترسخت في العالم، وتركت بصمة واضحة في التاريخ. 
فرانز كافكا 
‏ فرانز كافكا قال "إنني لا أخبر أحدًا بكِ لكنكِ تفيضين من عينيّ، أخبئكِ جيدًا ويلمحونكِ على وجهي". 
تلك كانت إحدى رسائل كافكا الى حبيبته ميلينا حيث كان يخبئها في أوراقه، و يعترف لها بحبه مع كل كلمة و حرف، كان يعيش حياة بسيطة لم يكن مشهوراً، و قضى حياته في العمل في مجال التأمين و المصانع، و أوصى احد اصدقائة ان يحرق أوراقه التي تحمل جميع أعماله الأدبية، ودفن رمادها في الرياح للأبد، لكن صديقه لم ينفذ وصيته، و منح للعالم الفرصة لتجول في عالم الأدب، جعل من أعماله مصدر إلهام للعديد من الفنانين، والشعراء لكي تترسخ وتصبح من أكثر الأعمال  شهرة عبر الزمن.
ولعل الفن و المسرح كان له حصة في سوء الحظ حتى، و لو كانت الشهرة جعلت من رواده نجوماً لامعة في فترة من الزمن، و لكنها ما لبثت إلا أن تنطفئ، و تجعل من هذا النجم شهاباً يسقط إلى قاع الأرض ولعل أبرز الاشخاص الذي انطفىء ضوئهم وكان الفقر سبيلاً لوفاتهم، هما يونس شلبي و عبد السلام النابلسي، حيث انهما يعتبران من ألمع النجوم في عالم السينما، و المسرح، و لكنهم، و لسوء الحظ وفاتهم المنية، وهم على فراش المرض، و شبح الفقر يحوم حولهما، تاركاً الموت يخطف ضوء روحهم ليجعل رماد الشهرة يسافر بعيداً مع الرياح. 
برأي إن السبب وراء وصول الشهرة الى هؤلاء الفنانين العظماء بعد وفاتهم يكمن في أن أعمالهم كانت سابقة لعصرها، أو انهم لم يتلقوا الدعم المناسب خلال حياتهم مما جعل من غبار الإهمال يتراكم على أعمالهم ليأتي الزمن متأخرا الى محطة الانتظار التي تكللت بسواد الموت. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة