لعل هذا السؤال يحمل بين طياته ما يسمى بضريبة الشهرة، أو ما يترتب على الفنان لكي يلمع نجمه في سماء عالم الشهرة، و يجعل من الأفراد في المجتمع “الفانز” تتابع بريقة، و تلاحق كل تفاصيل حياته لانهم يعتبرونه قدوة، و أحد الاشخاص المقربين اليهم حتى وان لم تكن معرفتهم به شخصية، فتصبح الهدايا، و البوسترات، و الاعلانات، و الاغاني وغيرها من الاشياء التي تعبر عن الإعجاب تعج صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتجعل من حياة الفنان كتاباً مفتوحاً أمام الجميع بغض النظر عن رأيه أو رغبته الشخصية.
يعتبر المعجبون و كثرة عددهم من الميزات التي تزيد من بريق الفنان و تثري مساره الفني، ولطالما حاول الفنانون عبر العصور إيصال مواهبهم و اعمالهم الى اكبر قدر من الأفراد و جعلهم يتابعون ما يقدمونه و يتحدثون عنه في ما بينهم.
لكن في بعض الاحيان قد يصل الإعجاب إلى مرحلة الهوس، الذي ربما و بسبب انتشار، و بروز مواقع التواصل الاجتماعي، وسهولة الوصول إلى أي معلومة تخص الفنان انتشرت بكثرة في المجتمع، وأصبح التعبير عن هذه الظاهرة يعلن للملأ.
ولكن هل إهتمام البعض في معرفة ديانات الفنانين يعتبر هوساً؟
ربما اذا كان السبب وراء معرفة ديانة الفنان هو الفضول، وحب الاستطلاع قد لا يندرج تحت مسمى الهوس مع أن ذلك ينتهك بعضاً من خصوصية الفنان الذي من الممكن انه لا يحب مشاركة تفاصيله الشخصية مع العالم، ولكن إذا كان الهدف من معرفة ديانة الفنان وراءه أسباب تتسم بالحب المرضي الذي يجعل من الفرد يلاحق جميع تفاصيل الفنان ويعتبرها هاجساً يستخدمه في ملاحقة الفنان، و تتبع خطواته ومحاولة الدائمة للفت انتباهه ومن الممكن ان يصل الامر في بعض الاحيان الى الحاق الأذى بالفنان، من الممكن أن نعتبر ذلك الفضول هوساً ويجب علاجه.
فمحبة الشيء لا تعني امتلاكه و البحث عن تفاصيله، الفنان يمتلك حياة خاصة بعيدة عن أضواء الشهرة، لذلك يجب أن يعطيه المجتمع حقوقه ولعل ابسطها ان يحتفظ بخصوصيته، و مساحته الشخصية التي تحفظ مكانته لدى معجبيه و تحثهم على رؤية ما يقدمه للعالم، و ليس ما تحمله خلفيته الشخصية في حياته.