من الممكن أن يرى المسلم رؤيا تسره إذا نام ليلة القدر كباقي الليالي، أو أن تكون الرؤيا تدل صاحبها على ليلة القدر، ومن الممكن كذلك أن يرى علامات لليلة القدر.
فقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان بيدي قطعة إستبرق فكأني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت إليه ورأيت كأن اثنين أتياني أرادا أن يذهبا بي إلى النار فتلقاهما ملك فقال لم ترع خليا عنه فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم إحدى رؤياي فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل. فكان عبد الله رضي الله عنه يصلي من الليل وكانوا لا يزالون يقصون على النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا أنها في الليلة السابعة من العشر الأواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها من العشر الأواخر». رواه مسلم
- وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: واعلم أن ليلة القدر موجودة كما سبق بيانه في أول الباب، فإنها ترى، ويتحققها من شاء الله تعالى من بني آدم سنويا في رمضان كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث السابقة في الباب، وأخبار الصالحين بها ورؤيتهم لها أكثر من أن تحصر، وأما قول القاضي عياض: عن المهلب بن أبي صفرة لا يمكن رؤيتها حقيقة، فغلط فاحش، نبهت عليه لئلا يغتر به.وأضاف: وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة، فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر.
- ولكن ليس شرطا إذا رآها المسلم في منامه أن تكون هي ليلة القدر، فلا يبني على رؤياه؛ لأنها قد تكون من الشيطان، ولأن الرؤى والأحلام لا يعتمد عليها في التشريع والأحكام، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال في رؤيا بعض الصحابة لأنها تواطأت.
- وعليه: ينبغي للمسلم أن يجتهد في العشر الأواخر من رمضان وخاصة في الليل حتى يدرك قيام ليلة القدر وفضل قيامها.
- فليلة القدر هي خير من ألف شهر وتقدر بعبادة 83 عام! ففي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرَم خيرها إلا محروم»رواه ابن ماجة.
وسميت ليلة القدر بهذا الاسم لأن الله تعالى يقدر فيها الأرزاق والآجال وجميع أحوال العباد إلى العام التالي.
-وتأتي في العشر الأواخر من رمضان في ليالي الوتر يعني قد تأتي ليلة الحادي والعشرين وقد تأتي ليلة الثالث والعشرين وقد تأتي ليلة الخامس والعشرين وقد تأتي ليلة السابع والعشرين وقد تأتي ليلة التاسع والعشرين ولكن هناك ترجيح من بعض العلماء إنها الأرجح ليلة السابع والعشرين والأفضل للمسلم حتى يدركها أن يقوم العشر الأواخر كاملة وهذا ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وقد تكون الحكمة في عدم تعينها في ليلة معينة حتى لا يتراخى الناس عن العبادة في العشر الأواخر من رمضان، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين -أي تنازعا وتخاصما- فقال: «خرجتُ لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرُفِعَتْ -أي من قلبي فنسيتُ تعيينها- وعسى أن يكون خيرًا لكم» أخرجه البخاري.