الحكمة من تحريم الصيد يوم السبت : هو اختبار صدق إيمانهم ونيتهم، وامتحانا لهم. - -وأصحاب السبت : هم مجموعة من يهود بني إسرائيل فكانوا يعيشون في بلدة تقع على البحر، وكانوا - إذا أرادوا أن يسألوا الله أمرًا - في شؤون حياتهم أو في عبادتهم يسألون نبيهم موسى عليه السلام أن يسأل الله تبارك وتعالى.
- فطلبوا من نبيهم موسى عليه السلام أن يخصص لهم يومًا يتفرغون به للعبادة ليكون هذه اليوم يوم عبادة وراحة في وقت واحد، فكان ذلك اليوم هو يوم السبت.
- وكانوا يعملون في صيد الأسماك، فأراد الله أن يمتحن إيمانهم وصدقهم، فأمر الله تعالى الحيتان بعدم الاقتراب من الشواطئ الخاصة بهم في أيام العمل، بينما يشتد ويكثر في يوم السبت وهو اليوم الذي حرم الله فيه العمل به .
- وليختبر الله صدق نواياهم كانت هذه الحيتان أو الأسماك تظهر على الماء في يوم السبت وتظهر بصورة واضحة ليراها الجميع.
- فبدوا بالاحتيال فكانوا يضعون الحواجز والشباك ليلة السبت ويربطونها ليتم جمع أكبر قدر من هذه الأسماك ثم يخرجونه ليلة الأحد أو نهاره لصيدها.
- وقد انقسم أهل هذه القرية إلى ثلاثة أقسام من بني إسرائيل :
- منهم الصالحين الذين استجابوا لأوامر الله تعالى وأخذوا يحذرون العصاة من هذا الاحتيال ومن غضب الله عليهم .
- ومنهم من عصى الله تعالى وقاموا بالاحتيال بالصيد يوم السبت .
- ومنهم من كانت حيادية لم تشارك لا في الوعظ ولا في الصيد يوم النهي .
- فحقت كلمة العذاب على هؤلاء العصاة من بنو إسرائيل فمسخهم الله عز وجل قردة - لقول الله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) سورة البقرة65
- ولعنهم الله لقوله تعالى (أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ، وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) سورة النساء 47
-ولم يبق الذين مسخوا أحياء أكثر من ثلاثة أيام، ولم يأكلوا خلالها ولم يشربوا ولم يخرج منهم نسل.
- فكانوا عبرة لمن أتى بعدهم من الأمم وقد نجى الله تعالى برحمته الصالحين والمؤمنين الذين صدقوا مع الله تعالى.