ما الذي أستطيع فعله كي أحب مادة دراسية؟

1 إجابات
profile/دانية-رائد
دانية رائد
باحث في العلوم الإنسانية في Freelance (٢٠١٧-حالياً)
.
١٦ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 في البداية حدد السبب الحقيقي لكرهك لهذه المادة الدراسية:
 
*هل سبب كرهك للمادة يعود للطريقة التي تقوم المناهج الدراسية بعرضها؟ هل أسلوب المدرس غير واضح؟

     في هذه الحالة قم بالاستعانة بمصادر خارجية تعرض المواد بطريقة أكثر متعة، القناة المفضلة بالنسبة لي على منصة اليوتيوب هي (crash course)، بها تعرض مختلف المواضيع بشكل مشوق ومضحك وخفيف، مما يجعلك قادرًا على فهمها وتذكرها، ويتوفر في معظم المقاطع خيار الترجمة للغة العربية من زر (subtitle/cc).

   إذا كانت المادة التي لا تحبها من المواد النظرية التي تحتاج إلى شرح خطوات وطريقة حل كمادة الرياضيات مثلًا؛ قم بالبحث بِاسم الدرس على منصة يوتيوب للحصول على شروحات من معلمين من مختلف أنحاء العالم، ستجد غالبًا مدرسًا يعرض المادة بطريقة تناسبك.

* هل تمتلك أفكار تحدد بها قدراتك على الفهم والتعلم؟

    بعض الطلاب يكرهون مواد معينة لأنهم لا يجيدونها -كما يعتقدون-، وأن النتيجة السيئة التي سيحصلون عليها مفروغ منها ولا فائدة من المحاولة في المادة. من طبيعة البشر أن يشعروا بالنفور اتجاه الأمور التي لا يعتقدون أنهم جيدون بما يكفي فيها، ويتجنبون القيام بها لكي لا يشعروا بالسوء اتجاه أنفسهم عند فشلهم فيها.

   فإذا وجدت نفسك تفكر بأمور مثل: "الرياضيات وفهمي خطان لا يتقاطعان" أو "مهما حاولت أنا لا أستطيع الحفظ" أعلم أن مشكلتك الحقيقية تكمن بعلاقتك بالمواد الدراسية. هذا النوع من المشاكل يحل بالبحث عن طرائق ومصادر أخرى لتعلم المواد الدراسية، وبفهمك أن الفشل فيها أمر طبيعي سيدفعك للنجاح إذا قمت بأخذ مسؤولية تقبله والتعامل معه عن طريق التعلم من هذه التجارب الفاشلة.

* هل أنت وبكل بساطة لا تميل لهذا النوع من المواد؟

   هنا يأتي موضوعنا الأساسي؛ فإذا وجدت أن أفكارك عن القدرة على استيعاب المادة سليمة، وأن النتيجة كانت واحدة بغض النظر عن المصادر التعلم التي تستخدمها، بإمكانك في هذه الحالة أن تصنف المادة كشيء لا تحبه.

   الحبكة الحقيقة في هذه الحالة أنك لا تحتاج لأن تحب المادة لتقوم بدراستها، فبالطبع حب المواد يجعل دراستها أسهل وأخف، لكني أعتقد أن ربط الدراسة بنوع المشاعر التي نحملها عنها يجعلنا نتصرف بناءً على التحفيز الانتقائي؛ أي تقوم بالأمور التي تود القيام بها دون الاهتمام بنتيجة إهمالك لبقية الأمور المهمة.

* لا تهمل الحصص/ المحاضرات: الهرب من المادة التي تكرهها سيجعل وضعك أسوء وأصعب، فبغض النظر إذا كنت قادر على تجنب المحاضرة بشكل تام كالطلبة الجامعيين أو أن تشرد بذهنك في وقت هذه المادة، تجنب القيام بذلك لكي لا تفوت شرح المادة مما يزيدها صعوبة وتعقيدًا.

* اصنع خطة: كما قلت سابقًا قد ينتج عن كره أحد المواد تحفيز انتقائي يدفعك لإهمال هذه المادة على وجه الخصوص، وتحل هذه المشكلة بجعل دراستها من المهام مخطط لها بوقت معين وبجزئية معينة من المادة، سيساعدك ذلك على تحمل مسؤولية دراسة هذه المادة وتجنب التسويف.

من المفيد أن تجعل المهام والواجبات ودراسة هذه المادة من أعلى أولوياتك ببدأ دراستك فيها؛ لكي تتجنب تأجيلها لعدم رغبتك بالقيام فيها، والانتهاء منها سيجعل جميع المهام التي تليها أكثر سهولة ومتعة.

* استخدم تقنية بومودورو (Pomodoro technique): الجلوس لساعات طويلة لدراسة المادة التي لا تحبها سيكون صعبًا وقد تفشل بالاتزام بذلك، لِذا يجب عليك تبسيط عملية دراسة هذه المادة قدر الإمكان، وهنا يأتي دور تقنية بومودورو التي تقترح التحديد على منبهك مدة 25 دقيقة تقوم بالدراسة فيها بتركيز تام، وعند انتهاء الوقت المحدد قم بأخذ استراحة لمدة 5 دقائق لشرب القهوة أو للتمشي بالأرجاء (يفضل تجنب استخدام الهاتف).

قم بتكرير الدراسة لـ 25 دقيقة المتبوعة براحة لمدة 5 دقائق أربع مرات، ثم قم بأخذ استراحة طويلة لمدة 30 دقيقة.

* نسق للدراسة مع أصدقائك: قم بصنع مجموعة دراسية مع أصدقائك أو زملائك الذين يرغبون بالعمل بجد على هذه المادة، وضمك للأصدقاء الذين يحبون المادة أو يفهمونها ويحصلون على درجات عالية فيها سيحفزك على العمل بجد أكبر، وستمتلك أيضًا شخص بعمرك قادر على شرح النقاط الصعبة لك. تجنب الأشخاص الذين يكرهون المادة ويجدون أكوامًا من السلبيات فيها؛ فنحن ننسى الأثر الضخم الذي يقع علينا من الأشخاص الذين نخالطهم.

* أجعل الدراسة لعبة ممتعة: أنا شخصيًا أحب دراسة المواد التي لا أحبها باستخدام الأقلام الملونة والمحددة (highlighter)، فأبدل بين الألوان بين فترة وأخرى لكي أتجنب الشعور بالملل في هذه الأثناء. ابحث عن الأمور التي تجعل دراستك ممتعة؛ هل تتشجع على الدراسة إذا جعلت وجبتك الخفيفة المفضلة جائزة الانتهاء من دراسة هذه المادة؟، أو ربما ستكون قادرًا على عبور جدار كره المادة إذا منعت نفسك من مشاهدة الحلقة الجديدة من مسلسلك المفضل إلا من بعد انتهائك من الدراسة، حاول تأجيل الأمور التي تجعلك سعيدًا وترفع من مزاجك واربط الحصول عليها بإنجاز المهام المكلف بها.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة