ما أفضل صيغة للدعاء المستجاب؟

الله سبحانه وتعالى يقول عن نفسه بأنه " يعلمُ خائنة الأعين وما تُخفي الصّدور " فالله تعالى ليس بحاجة لصياغة اجمل العبارات للدعاء ولا لأرق الكلمات لإنشاء الجمل، ولا حتى للقوافي ولا السَّجع، فالله تعالى يريد منك أن تُقبل عليه وتهمس له بقلبك إن لم تستطيع أن تبوح عمّا بداخلك، ولكن نعم لا بدّ من التأدب مع الله في الدعاء وهذا من أهم شروط قبول الدعاء.
لكن إن كنتَ تستطيع صياغة العبارات والدعاء بشكل جيِّد لا بأس في ذلك، وسنطرح لك بعض الصّيغ التي يمكن من خلالها البدء بالدعاء:

كلّ ما ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلَّم من أدعية و ما ورد عن أنبياء الله في القرآن ، وما علّمنا اياه الله في القرآن من دعاء ، كلّه دعاء مبارك !
وله صيغ كثيرة منها : 

 دعاء ذي النون -عليه السلام- فقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قط، إلا استجاب له.
 وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة -رضي الله عنها-: ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به، أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه النسائي في السنن الكبرى، والبزار والحاكم، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني. 

قال تعالى:" وإذا قال ربكم ادعوني استجب لكم".

فأهم ما في الدعاء اليقين بالاجابة ، فيتوجب عليك أن تتيقن أن الله سيستحيب لك ، فإن دعوت بأي صيغة كانت ثم دخل لقلبك شك أن الله لن يستجيب فلن يستجيب.

ثم يفضل أن يكون الدعاء في جوف الليل، أو ما يعرف بالليل الآخر وهو ثلث الليل الأخير يعني قبل الفجر بساعتين تقوم تتوضأ وتصلي إن أمكن وتدعو ما تشاء ما لم يكن بإثم أو قطيعة رحم والله سيستحيب لك لا محالة.

ثم تبدأ بالدعاء بالحمد والثناء على الله والصلاة على نبيه ثم تدعو بما تشاء مهما كانت الصيغة فكلها ان وضعتها في قالب اليقين والوقت والحمدلله والصلاة على رسوله ثم تختم بنفس الأمر ولا يكن دعاؤك بإثم أو قطيعة رحم فالصيغ كلها مستجابة بإذن الله.

الدعاء الملح والمضطر وغير المستعجل، كأن تدعو مستحضراً قلبك ملحاً في الدعاء، ولا تستعجل فتفسد الركن واللجوء.

إن تبتدئ الدعاء بالحمد والثناء على الله ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والدعاء بما شئت إلا أن يكون قطيعة أو تعدي ،و في الختام الحمد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم—. وإن متيقن بالإجابة،،،. ، وتخير من الدعاء ما كان مأثوراً عن النبي صلى الله عليه، وسلموا ولا تستعجل فالله يؤتيك من الخير على الدعاء أكثر من حاجتك وما يدهشك، لأن الدعاء مخ العبادة، ويقول الله تعالى، ادعوني أستجب لكم، وانتهى.

هنالك آلاف الصيغ للدعاء الذي ممكن أن يدعو به المؤمن في مناجاته لربه. ولكن أفضل هذه الصيغ ما وردَ في القرآن الكريم أو في السنة النبوية أي ما جاء على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إمام الداعين إلى الله والذي ما تركَ حالاً او وضعية إلا وعلّمنا ما هي صيغة الدعاء المناسبة لها لتبقى قلوبنا في كل حال مُتعلّقة بالله وألسنتنا رطبة من ذكر الله.  
فانظر أي صيغة توافق حاجتك وحالتك وادعو بها بقلب مُبتهل إلى الله مُتضرّع إلى الله ومنكسر بين يدي الله في حال الرجاء الذي يحبهُ الله لعباده.
المهم أن يكون قلبك أثناء الدعاء حاضر مع الله فلا تدعو وقلبك غافل عن مولاك بل لتكن متوجّه بقلبك إلى الله وموقن بإجابته لدعائك إن كان فيه خير لك في دنياك وآخرتك فالله أعلم بحالك وهو المطَّلِع على ماضيك وحاضرك ومستقبلك ويعلم ما فيه صلاحك ففوِّض أمرك إليه وتوكَّل عليه.