"إننا إنما نعيش لنهتدي إلى الجمال، وكل ما عدا ذلك، هو لون من ألوان الإنتظار"
جبران خليل جبران
تغنى الشعراء و الفنانون بالجمال عبر العصور، و قدست الشعوب عبر الازمان وجوده واتخذوه رمزاً يجسد فلسفة مشاعرهم، و نظرتهم نحو الكون.
ان الجمال برأيي يوجد في كل مخلوق في هذا العالم العظيم مهما اختلفت نظرة الانسان اليه، فكل مخلوق مهما كان شكله أو حجمه يحمل معه صورة تعكس جزءا من الجمال الذي يتجسد في تفاصيل تكوينه و وروعة خلقه.
تناقلت مفاهيم الجمال من جيل إلى جيل عبر العصور، و ارتبط إسمه بالعديد من المجالات الحياتية، و لعل ابرزها الفنون، ولكن مع تشابه رسالة الفن مع الجمال إلا ان هناك فرق بينهم حيث ان الجمال يعبر عن المشاعر والأحاسيس، اما الفن فهو خلق او ابتكار شيء مادي ملموس مثل القصائد الشعرية و النغمات الموسيقية التي يلمسها الفرد من خلال القلم الذي خطها او الالة التي صنعت الحانها، و اللوحات الفنية التي تمثل الجمال و تعبر عنه ولعل ابرز اللوحات عبر العصور التي برأيي صورت الجمال بكل تفاصيله كانت للفنان أبوت ثاير و لوحته "الملاك" التي جسد فيها معاني الجمال المتجسدة ببراءة المرأة و ملامحها التي تحرك بداخل المشاهد مشاعر الجمال ووصف احساسيسه و تصوره نحو جمال تصوير الفكرة بدقة متناهية لتكون اللوحة الصوت الذي يتحدث بفصاحة في حضرة الجمال.
اختلف مفهوم الجمال عبر العصور، فقد كانت الحضارة اليونانية تعتبر من ابرز الحضارات التي تتغنى في الجمال من خلال جميع مجالاتها بحيث كانت تعتقد بأن الجمال يتجسد في الاله بحيث انه يجمع جمال البشرية الكاملة، و حاول الفلاسفة عبر العصور ترسيخ مبادئ الجمال و ربطها بمعتقداتهم ليصل بهم الأمر لإطلاق مسمى الاستطيقا على كل ما يناسب فلسفتهم الجمالية و ينطبق على معاييرها.
من وجهة نظري نحن نقدر الجمال لارتباطه بمشاعر السعادة و الأمل في أنفسنا و قدرته السحرية على انتشالنا من ظلام أحزاننا، لما يحمله من نور يتخلل عيوننا ليصل الى قلوبنا ويفتح ابواب ارواحنا نحو مشاعر المحبة و الفرح، لذلك يمكننا ان نرى الجمال في كل تفاصيل حياتنا فهو جزء لا يتجزء من الكون، وربما ان كل ما عليك فعله هو ان تعيش اللحظة بكل تفاصيلها لتستطيع رؤية جمال روحك يتجسد في كل التفاصيل حولك.