اعتقادي بالجمال يعتمد على عدة معايير ومن خلالها أرى نفسي جميلة، وهذه المعايير مستحدثة بالنسبة لي وتكونت في مرحلة الرشد ما بعد المراهقة، وعليه أنا جميلة بعين نفسي لأنني أحب نفسي، ومقتنعة بما لدي من مظهر خارجي ومضمون داخلي ومتحررة من معايير الجمال المجتمعية والتي تجعل من الجمال مصطنع وواحد لدى الجميع، أرى أن ما لدي يميزني وبالتالي اظهر بمظهر جميل، كونت وعي ذاتي عميق حول مفهوم الجمال، وكونت مفهوم جمال خاص بي يتفق مع ما لدي من توجه ونظره ومبدأ.
حب النفس؛ قدرتي على أن أحب نفسي كما هي سبب في أن أرى نفسي جميلة، فأنا امتلك من الثقة بالنفس ما يمكنني من مواجه نفسي وأن أقف صريحة مع ذاتي، وانظر بنظره جمال وحب وتعاطف مع الذات والمظهر والمضمون، ومن الأمور التي تزيد من الشعور بحب النفس:
- استقبال التغذية الراجعة من الأصدقاء الثقة: ولا أقصد هنا المجاملة فالصديق المقرب يراني بعين الجمال قبل عين المصلحة.
- تبادل الحديث مع الأصدقاء الثقة عن كيف أرى نفسي وهذه الطريقة سبب في تكوين صورة حقيقية عن النفس وحبها كما هي والنظر لها بجمالية خاصة.
الاقتناع؛ تطوير منظومة من الأفكار والتوجهات حول الواقع الحالي سبب في أن أرى نفسي جميلة فما أنه عليه شيء حقيقي ولا يمكن أن يتبدل وهو ما يميزني عن غيري، وهنا ممارسة اليقظة الذهنية والنظر للواقع سبب في أن أرى نفسي بهذه النظرة الجمالية.
التحرر من المعايير؛ في مرحلة من مراحل العمر وخاصة بعد فترة المراهقة بدأت في أن أتحرر من المعايير التي كانت سائدة وتحكم العقل خاصة في فترة المراهقة وبدأت أنتظر أن الجمال لا يمكن أن يكون بشكل محدد ومعين وعليه انا جميلة وغيري جميل ولا يوجد شخص من الأشخاص في هذه الحياة ليس بجميل.
واعية لذاتي؛ في مرحلة ما بعد المراهقة بدأت أفهم ما لدي من مشاعر تتعلق بالمظهر الخارجي وما لدي من مضمون داخلي وأصبحت أرى أن المشاعر المتعلقة في المظهر الخارجي هي مشاعر زائفة لأنها متكونه نتيجة حديث الآخرين أو نظرة الآخرين وليست عن ما لدي من نظره لنفسي وهنا بدأت أشكل مشاعر حقيقية اتجاه النفس وأطورها بحيث أعي ذاتي جيدًا فأصبحت أرى نفسي جميلة.
وبما يتعلق بمفهوم الجمال فأنا أرى أن العين المتتبعة للمظهر الخارجي فقط هي عين خادعة لصاحبها وعليه فالجمال يتتضمن المظهر الخارجي والصفات الحسنة وطريقة التعامل، ومن هنا أنا جميلة للأسباب التالية:
نظرتي للنفس تبدأ من الداخل إلى الخارج؛ في الوقت الحالي لم تعد نظره الآخرين وكلام الناس بالنسبة لي أمر مهم في تحديد ما لدي من جمال وعليه نظرتي الشخصية هي المتحكمة لا نظره الغير، فأنا أقف أمام المرآة وأرى نفسي الداخلية قبل الخارجية وأرى لبنات هذا الجمال من خلال مظهري الداخلي الظاهر إلى الخارج.
لدي نفس وإن صح القول متواضعة ترى كل جميل؛ التواضع ورؤية كل ما حولي بنظرة جميلة سبب في أن أرى نفسي من ضمن الجمال حولي، وبحثي عن الجمال في كل شيء حولي سبب في أن أرى نفسي جميلة بالمقابل، وفي بعض الأحيان أجد تشابه ما بيني وبين جمالية بعض مظاهر الطبيعية لينتقل الجمال من مفهومي البسيط إلى العميق وهنا أكون قد أجريت محاكاة بسيطة ما بيني وبين الطبيعة من حولي.
مبتعدة عن مشاعر الكره والبغض؛ حبي لنفس وحبي للآخرين وابتعادي عن مشاعر الكره والبغض سبب في أن أرى الآخرين بعين الجمال وأرى نفسي كذلك فالتحرر من الصفات السلبية من مثل الغيرة والحقد ساعدني في أن أرى نفسي جميلة، وهنا أنا لا أقارن نفسي بالآخرين بل أتفرد عنهم وليس عن تكبر وإنما عن تميز خَلقي وخُلقي، فلا أحد مثلي ولا أنا مثل أحد.