لماذا نستخدم الوقت؟

1 إجابات
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
دبلوم في Dental hygienist (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
١٥ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 "الوقت عدّاد صادق، لكنّه لا يكذب إلّا عندما يحسب من أعمارنا أعواماً لم نعش منها سوى أيّام." 

أحلام مستغانمي

الوقت أو الجزء المحدّد من الزمن، أو كما جسدته الكاتبة أحلام مستغانمي في إحدى روايتها ووصفته بالعدّاد الصادق، الّذي يكذب علينا في تعداد الأيّام الّتي نعبر عبر محطّاتها، دون أن ندري أن تذاكر القدر في جيوبنا تجسّد السنين الضائعة من أعمارنا. 


عندما يخلق الإنسان وعند أوّل نبضة تنبض من قلبه يبدأ الوقت المرتبط بقدره بالتعداد بدون أن يتوقّف، فتمرّ الدقائق والساعات والسنين، نضحك تارة لنشعر حينها أن لا معنى للوقت وأنّنا لا نستطيع مجاراته، وأنّه يمرّ مثل الصاعقة في سماء حياتنا، وتارة أخرى نشعر بأنّ اللحظات كالسنين نتمنّى أن تمرّ بشكل سريع، لكنّها تأبى إلّا أن تسير كالسلحفاة امام خطواتنا تاركة وراءها آثار الألم والحزن الّتي نغرق فيها خطوة خطوة. 


يختلف الشعور بالوقت برأيي من شخص لآخر أو من موقف لآخر، فهو عبارة عن شعور داخليّ مرتبط بالحالة النفسيّة للإنسان، فعندما يخوض الإنسان خلال حياته تجارب جديدة يشعر بأنّ الوقت فيها أقصر من الوقت الّذي يستغرقه عند تكرار التجربة بصورة متكرّرة، فالإنسان يستخدم الوقت عادة لصنع تجارب جديدة أو لكي يتطوّر ذاته من خلال هواياته وتجاربه المعرفيّة، والحياتيّة الّتي تخلق بداخله مجموعة من الذكريات الّتي تجعل الفرد يشعر بطول الوقت عند تكرار التجربة مجدّداً. 

وقد يستخدم الإنسان الوقت بصورة سلبيّة وعندها يعتبر بأنّه يضيّع وقته بما هو غير مفيد، مثل قضاء ساعات طويلة على الهاتف المحمول والتلفاز، أو التعلّق بذكريات الماضي والانطواء والعزلة والابتعاد عن الحاضر، الّذي بدوره يخلق شعوراً في داخل الفرد يتمثّل بعدم الإحساس بالوقت ومضيّه بشكل سريع. 


من وجهة نظري نحن نستخدم الوقت لنترك أثراً في محطّات أقدارنا وبصمة تساعدنا على الارتقاء في حياتنا وتحقيق أحلامنا، فكلّما كان استغلال الفرد للوقت باتّجاه صحيح، كلّما استطاع أن يطوّر من حياته ويحقّق مراده، ويتمّ ذلك في الأغلب عبر تنظيم الوقت وعدم الانشغال بالماضي والذكريات المصاحبة له. 


بعكس ما يظنّه البعض أنّ استغلال الوقت يتجسّد عبر العمل المستمرّ، وإلغاء فترات الراحة والتسلية، أو كما يظنّ البعض الآخر بأنّ تنظيم الوقت عمل نمطيّ غير مهمّ، فإنّ تنظيم الوقت يعتبر من أهمّ الأعمال اليوميّة الّتي يجب على الفرد وضعها على رأس قائمة أولويّاته، حيث إنّه يساعد الفرد على الشعور بقيمة الدقائق واللحظات في حياته، ممّا يجعله يحدّد أوقات تناسب مختلف الأعمال المهمّة لديه، ولعلّ ذلك سوف يساعده على الإنتاج والعطاء بسرعة، وبسبب ذلك تدرّ عليه العديد من الفوائد الّتي سوف يلامسها مع كلّ حلقة فراغ يغلقها جدول النظام الخاصّ بأوقاته خلال مسار حياته. 


إنّ الوقت الّذي ينقضي من حياة الإنسان لا يعود، بل إنّه يسحب معه ربيع الشباب خطوة خطوة، حتّى تغزو التجاعيد الوجوه، مرحّبة بخريف المشيب الّذي ينتظر الفرد بين محطّات الزمن، حيث أنّه ما يلبث إلّا أن يجد نفسه مسافراً على متن قطار العمر متّجهاً نحو محطّات الانتظار السرمديّة، لذلك يجب على الإنسان استغلال كلّ لحظة من عمره والسعي نحو المعرفة وتنظيم كلّ دقيقة من وقته الّذي يعتبر الكنز الّذي يحمله الإنسان طول عمره دون أن يدري بقيمة هذا الكنز الثمين الا عند المشيب حينها يدرك أنّ ما مضى لا يمكن إرجاعه. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة