عزيزي السائل، من خلال تجاربي الشخصية فإنَ عليك أن تسأل نفسك في البداية؛ ما إذا كان عدم رغبتك بالاتصال مع الناس أمراً يحدث معك منذ الصغر، أم أنّه أمر جديد عليك، وذلك لأنّ الأسباب حينها سوف تختلف، فعدم رغبتك بالاتصال مع الآخرين قد يحدث بسبب أسباب مستجدة خلقت حاجزاً لاواعياً بينك وبين الناس، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
- أن تكون تلقيت الكثير من الانتقادات، أو تعرضت للكثير من التنمر، فتجد أنك في كل مرة بحاجة للدفاع عن نفسك، وهذا الأمر بحد ذاته مرهق، مما يجعلك تحاول تجنّب الألم الذي يصحبه الاتصال مع الناس.
- ترغب في الظهور بصورة مثالية، وهذه الصورة غير حقيقية، ممّا يجعلك تحبط وتشعر بالذنب في كل مرة لا تطابق توقعاتك عن نفسك مع الواقع.
- تخاف من حكم الآخرين عليك، فتبقى دائماً في رهبة من نظرة الناس وآرائهم حولك.
- قد تكون مررت بتجربة سيئة مع أحد الأشخاص؛ فأردت أن تحمي نفسك من تكرار هذه التجربة مرة أخرى.
- قد تكون رأيت تجربة مر بها أحد والديك، أو إخوتك، أو أحد الأشخاص المقربين، واعتقدت أن الاتصال مع الآخرين لا يجلب سوى الألم.
- ربما تكون انغمست في العالم الافتراضي مثل مواقع التواصل الاجتماعي، والألعاب الالكترونية، أو المسلسلات والأفلام، ممّا جعلك تفقد رغبتك في التواصل مع الآخرين في العالم الحقيقي.
- ربما تكون قد آمنت بوجود العلاقات المثالية، والأشخاص المثاليين، ثمّ اكتشفت أن لجميع الأشخاص عيوب، وجميع العلاقات لا يمكن أن تكون مثالية، ممّا سبب لك الإحباط الشديد.
أمّا إذا كنت لا تحب التواصل مع الناس منذ طفولتك، فربما يعود ذلك لأنك بالأصل شخصية انطوائية تشكّلت بسبب طبيعة التربية، والحالة الاجتماعية التي كنت تعيشها، وفي هذه الحالة أنصحك بمراجعة مختص يساعدك على معرفة الأسباب النفسية لذلك.
237 مشاهدة
