لماذا فرضت الصلاة في السماء؟

 فرض الصلاة في السماء ليس إلا لغاية تقديسية، فحينما فرض الله - تعالى - الصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأمَّتِهِ أراد أن يبين للناس ضرورة التمسك بهذه الصلاة وأنها جاءت من فوق سبع سماوات، ففقد كان بمقدر الله - تعالى - أن يفرضها عبر الوحي كما أُنزل القرآن الكريم أو بآية من آياته، ولكن الصلاة وعدد وفرائضها فُرض من السماء للدلاة على أهمية وعِظم هذه الصلاة وترك عدم التمسك بها. 

قال تعالى:" وأقم الصلاة".

وقال تعالى:" والذين يقيمون الصلاة .."

وقال عليه الصلاة والسلام:" صلوا كما رأيتموني أصلي" وكانت الصلاة قد فرضت بعد رحلة المعراج فلما جاء جبريل يسال النبي عن امور الدين كي يعلمنا أمور ديننا والصحابة يشهدون تلك الزيارة فأجابه عندما سئل عن الاسلام فقال:" الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا".

إذن فهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين وتلك مكانة عظيمة للصلاة بين بقية الاركان والعبادات فهي لقاء العبد مع ربه خمس مرات في اليوم والليلة وتأخذ بالطبع أجر خمسين فهي خمس في العدد خمسون في الاجر.

والسبب في ذلك ان الله تعالى عندما فرض الصلاة على امة محمد كانت خمسين صلاة فطلب محمد من ربه ان يخففها لان الناس لا يطيقون فانزل الله العدد لخمس وبقيت خمسين في الاجر ، وهذا يبين رحمة النبي محمد بامته ويبين مكانته عند الله عز وجل لانه لا يرد لمحمد طلبا جل جلاله.

وما فرض الصلاة بالسماء ليلة المعراج الا دليل على مكانة وعظم الصلاة واهميتها فهي على عكس بقية العبادات نزلت على محمد بواسطة جبريل وهو على الارض بل رفعه الله للسماء كي يخبره بتلك العبادة التي نزلت من فوق سبع سماوات لمكانتها العظيمة وأنها سبب لربط العبد بخالقه وإن أداها فهو يرتقي للعلو وللمكان الذي فرضت منه.

لقد فرضت الصلاة على المسلمين عندما تلقى محمد صل الله عليه و سلم الأمر بالصلاة من الله عز و جل بدون وسيط في السماء في رحلة المعراج و أن دل ذلك على شيئ إنما يدل على عظم مكانة الصلاة في شرع الله و دينه فخصها في السماء العليا و ليس على الأرض بل كانت بسورة مباشرة من الله لرسوله بدون الوحي جبريل