لماذا تم اختراع فكرة المدرسة؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
      هذا السؤال يتم طرحه من الكثير من الطلبة، وخاصة عند تعرضهم للضغط، أو التوتر، أو التوتر الناجم عن الأعباء الدراسية المختلفة، وكثافة المحتوى والمنهاج، وقصر الفصل الدراسي. حيث تدور الأفكار في مخيلاتهم أن المدرسة هي عقوبة قاسية وغير اعتيادية ويجب أن تنتهي. ولكن عند التخلص من الضغوطات والصعوبات، يجد هؤلاء أن المدرسة ممتعة، بعلاقاتهم الاجتماعية، والدروس التي يتعلمونها، وبعض الفروض والواجبات ذات المستوى الابتكاري الإبداعي. 

     في حقيقة الأمر، يعود التعليم إلى أوائل البشر الذين سكنوا الأرض على الإطلاق، وذلك للبقاء على قيد الحياة. وجد كل جيل أنه من الضروري نقل معارفه ومهاراته وقيمه وتقاليده المتراكمة إلى الجيل التالي. فالمدرسة ليست اختراعًا حديثًا، بل هي قديمة قدم البشرية، ولعل المعظم يعتقد أن أول بذرة للمدارس كان من خلال المساجد أو دروس الكتُّاب، لكن تم اكتشاف كتب الرياضيات المدرسية عام 2000 قبل الميلاد في سومر. يشير هذا إلى احتمال وجود شكل من أشكال التعليم، ومن المعروف أيضًا أن المدارس الرسمية كانت موجودة في الصين خلال هذه الفترة الزمنية. 

 كانت بداية نشأة المدارس النظامية الرسمية في الحضارة اليونانية القديمة عام 425 قبل الميلاد. إذ كان في السابق مقتصرًا على بعض المهارات الحياتية المكتسبة من البيئة المحيطة أي هو أقرب للتعلم. في هذه المدارس أو كان الأكاديميات كما كان يطلق عليها سابقًا؛ كمصطلح أطلقه العالم أفلاطون على أول مدرسة فلسفية، كان الطلاب يتجمعون في منطقة للتعلم، وكانوا من العسكريين فقط. حيث قام الفلاسفة بتعليمهم مواضيع محددة في الفلسفة والرياضيات واللغة والتاريخ. وكان هناك وقت لمناقشة العديد من الموضوعات الأخرى المتنوعة. ومع عظمة الفكرة وقوتها، إلا أنها سقطت بسقوط الامبراطورية البيزنطية عام 1453 م. وتم التحاق الطلبة الصغار بين عامي 50 ق. م - 200 م  بمدرسة لدراسة اللغة اللاتينية والأدب والتاريخ والرياضيات والموسيقى والديالكتيك. تشبه هذه المدارس اللاتينية المدارس الثانوية في القرن العشرين. 

بعد ذلك ساهمت الكنائس والمساجد في تعليم الطلبة من خلال حلقات التعلم متنوعة المواضيع، وفي نهاية العهد العثماني، تم بناء مرافق محددة لتقديم التعلم للجميع. تضم هذه المرافق المساجد وأماكن تناول الطعام والمدارس الدينية والمستشفيات وغيره. 

     ركزت المدارس القديمة على تعليم ونقل القيم الدينية والاهتمام بتلقين المعلومات العامة، عوضًا عن تدريس المواد الدراسية كلٌ على حدة. لعدة آلاف من السنين بعد ظهور الزراعة، كان تعليم الأطفال- إلى حد كبير- مسألة تقضي على إرادتهم من أجل جعلهم عمال جيدين. كان الطفل الجيد طفلًا مطيعًا، قام بقمع رغبته في اللعب والاستكشاف وتنفيذ أوامر السادة الكبار بإخلاص. إلا أن هذا التعليم لم يكن ناجحًا.  كان اختراع المدارس عام 1369 م كطريقة لمعاقبة الأطفال ذوي السلوكيات غير المقبولة في الحي، وكان المسؤول عن الفكرة هو" هاري. ب"، وعلى الرغم من قساوة الفكرة، إلا أن الأهالي أحبوها، إذ مكّنت الأهالي من تعديل سلوكهم.

        ومع تقدم الصناعة، ومنع عمالة الأطفال، انتشرت فكرة أن الطفولة يجب أن تكون وقتًا للتعلم، وأن مدارس الأطفال تم تطويرها كأماكن للتعلم. تطورت فكرة وممارسة التعليم العام الإلزامي على نحو تدريجي في أوروبا، من أوائل القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر. أما اليوم، أصبحت المدارس أقل قسوة في التعامل مع الطلبة، لكن لا يزال التعلم شاقًّا، بإجبار الأطفال على تعلم ما نريده، لا ما يريدونه، فهو مسألة غرس معلومات بشكل أكبر من استكشافها. قد يقدم بعض المعلمين على المغامرة في استخدام بيداغوجية اللعب كطريقة ممتعة للتعلم. واستكشاف طرق متنوعة وجديدة لجعل المدرسة مكانًا ممتعًا للتعلم.

المراجع: 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 7 شخص بتأييد الإجابة