يعد المربي الألماني فريدريك فروبل " Friedrich Fröbel" أول من أنشأ روضة للأطفال في ألمانيا عام 1838 م وأطلق عليها اسم "Kindergarten" أي بمعنى "روضة الأطفال"، حيث كان يرى فريدريك فروبل "أن الطفل كالنبات الذي ينمو ويحتاج إلى بستان جيد، أي بمعنى مربي جيد"، وتقوم روضة الأطفال على فكرة أساسية هي مساعدة الطفل بالتعبير عن نفسه مما يسهم في نموه، بحيث يتم البدء بميول الطفل الطبيعية وغريزته للعمل، وتم التركيز على العمل المدرسي الذي أساسه النشاط الذاتي، ويتم تعبير الطفل عن ذاته بالحركة والإشارات التعبيرية، واستخدام اللغة بالحديث والغناء والحركة والصور، وصنع الأشياء بمواد بسيطة.
من الأسس التي تقوم عليها رياض الأطفال برأي فردريك فروبل تربية الطفل في الطبيعة؛ لأنها تشكل مجال مناسب لنموه، وتعلمه القوانين المسيطرة على الكائنات الحية، بحيث تعود جميعها إلى قانون واحد يشير إلى وحدانية الله. أيضا تنمية حواس الطفل التي تشكل وسيلة لتلقي تعلمه وتنميته جسميا وعقليا ووجدانيا، وتطبيق طريقة التعلم باللعب فهو يعد ضروري للطفل حتى نتمكن من تنميته وتهذيب حواسه، ومن المهم غرس الأخلاق عموما في نفس الطفل، وإكسابه القيم الدينية في مرحلة الطفولة المبكرة أي ما قبل المدرسة، والتركيز على النشاط الذاتي والتلقائي للطفل، وغرس قيم اجتماعية في نفسه مثل التعاون، وتوثيق صلته بمن يقاربه في العمر من الأطفال.
تعد الروضة في المفهوم الحديث لها مؤسسة تعليمية للأطفال في مرحلة قبل دخولهم المدرسة، أي في عمر ما دون سن السادسة بين (3-5) سنوات، يرتكز هذا النظام على أمرين: تعريف الطفل بالمجتمع، وإكسابه مهارات التواصل، وتعليم الطفل باللعب.
في فلسفة فردريك فروبل للتربية نجد أن أفكاره تقوم على أسس فلسفية ونفسية يتضح فيها جيدا نشأته الدينية التي أثرت على أعماله ومؤلفاته، حيث أكد على الناحية الأخلاقية في عملية التربية للطفل، واعد التربية خلق لأنها هي من تربط الطفل بالحياة، واهتم بالغناء واللُعب التي أطلق عليها مسمى الهدايا، ودليل على اهتمامه وولعه الشديد باللُعب ابتكر مجموعة من الألعاب تدعى هدايا فروبل.
إن التربية في نظر فردريك فروبل ليست إعدادا للحياة في المستقبل، ولا تعد الحياة التي يحاول الطفل الاندماج بها، إنما التربية هي الحياة التي يراها من خلال نفسه بالأشياء المحيطة به، وعندما يندمج الطفل بما يملك من قوى وبتلقائية تامة مع الحياة وقتها يكون الطفل قد حقق نموه.
نعود لهدايا فروبل "Froebel Gifts" وهي عبارة عن مجموعة من الأدوات التعليمية التي تتخذ أشكال هندسية مختلفة مثل المثلثات والمربعات، كما أن عددها (11) هدية ابتكرت (5) منها قبل فردريك فروبل، وتتسم بأنها تزداد تعقيداً كلما كبر الطفل.
بالنسبة لحياة فردريك فروبل فقد ولد في الريف الألماني بلاكنبرج " Blankenburg "، وبدأ حياته العملية معلما في فرانكفورت، ويذكر أنه زار العالم بستالوتزي " Pestalozzi " في معهده في إيفردون وأمضى بعض الوقت كطالب ثم أصبح مدرسا في المعهد.
لاحقاً عاد لبلاده وأنشأ مدرسة خاصة طبق فيها آراء بستالوتزي " Pestalozzi " في عملية التربية ثم أغلقها بسبب تراجع وضعه المادي، ثم كرس وقته وجهده لتأليف كتاب تربية الإنسان الذي تناول فيه قانون الوحدة محاولا تفسير جميع مظاهر الوجود الحقيقي، حيث أن الإنسان عبر مشاركته واندماجه في الحياة من حوله يستطيع تحقيق وحدة الذات، وتتسم الذات بنشاط دائم يصدر من الداخل سماه فروبل النشاط الذاتي.
سافر فروبل إلى سويسرا للتدريس وعاد بعد فترة إلى ألمانيا وفتح مدرسة للأطفال في بلاكنبرج " Blankenburg" سميت معهد تربية الأطفال الصغار.