لماذا الحياة أصبحت تصعب على الجميع ؟

قد يكون سؤالك للوهلة الأولى بسيطًا ويمكن فيه إيجاز الأسباب بكل سهولة ويسر، لكن في الحقيقة هنالك الكثير من العمق والتعقيدات التي تكمن في الإجابة، وإليك أهم الأسباب بوجهة نظري التي تجعل الحياة صعبة على الجميع:

 أولًا: اختلاف التوجهات
 في القدم كانت توجهات الأشخاص قائمة على تحقيق المصالح الشخصية بشكل جماعي، سواءً حياة القرى أو المدن أو البدو، ونتيجة التغيير الاجتماعي والتطور أصبح التوجه فرديًّا مما أثقل كاهل الأفراد في المجتمع، وللتوضيح أكثر أقدم لك على سبيل المثال وجود الأسرة الممتدة:
فالأسرة الممتدة قديمًا كانت تُعيل جميع أفرادها ابتداءً من الأب وحتى أصغر الأحفاد، أما الآن فالأمر اختلف كليًّا، إذ أصبح على كل فرد إعالة نفسه وأبنائه فقط دون وجود أي دعم عائلي.


 ثانيًا: زيادة مستوى الرفاهية
 مع انتشار التكنولوجيا وقلة الموارد المالية خاصة في الدول ذات الدخل المحدود انتقلنا من مرحلة تلبية الحاجات الأساسية إلى مرحلة تلبية الحاجات الترفيهية والكمالية، وعدم تحقيق هذا المتطلبات يجعلنا نشعر بعدم الرضا وبالتالي الشعور بصعوبة الحياة.


 ثالثًا: العمر والوعي
لا أحد ينكر أنَّ الحياة صعبة منذ الأزل لكن كلَّما تقدمت بالعمر سترى أنَّ الحياة وما فيها من مسؤوليات تصبح أصعب، على عكس نظرتك للحياة في مرحلة الطفولة على سبيل المثال، فنحن الآن نرى الحياة صعبة لما فيها من متطلبات علمية ومالية واجتماعية للعيش بطريقة آمنة، فالشخص الذي يرغب في أن يحقق عيشًا كريمًا في مختلف الجوانب لا بدَّ أن يبذل مجهود كبير لتحقيق مراده.


 رابعًا: المال والتحكم الاقتصادي
 الحياة بطبيعتها قائمة على المال لتلبية المتطلبات الصحية، والتعليمية، والمعيشية، والاجتماعية، والنفسية، ما تسبب في جعل الحياة أصعب علينا جميعًا حتى على من يملك المال، إذ إنَّ الشعور النفسي أنَّ المال سبب في الحياة يجعل أصحاب الأموال دؤوبين في عملهم لتجنُّب الشعور بصعوبة الحياة في حال اختفاء المال.

الحروب والنزاعات التي تحصل في العالم أثرت على الاقتصاد وهذا له ارتدادات عكسية على الشعوب كارتفاع الأسعار ونقصان فرص العمل بزيادة عدد السكان والتقدم التكنولوجي أدى لتقليل عدد العاملين.