غالباً ما نأخد العبر من المواقف الصعبه في حياتنا أو الموقف التي نتعامل معها بشكل خاطئ, وعندما نتحدث عن التعلم من العبر من المواقف فنحن نشير بشكل ضمني لأسلوبين من أساليب التعلم وهم :
- التعلم عن طريق التجربه والخطأ, والذي يعني أننا نقوم بإصدار ردود أفعال اتجاه المواقف ولا نعلم ما هو الصيحيح وما هو الخاطئ, وما يحدد مدى صحة قراراتنا هي النتائج.
- التعلم عن طريق نقل الأثر, والذي نعني فيه أننا تعلمنا من المواقف السابقه أمر معين ونحن بحاجه لنقل أثر ما تعلمناه سابقاً على المواقف الجديده المشابهه فلا نكرر الخطأ السابق وإنما نتصرف بطريقه صحيحه ويمكن أن نطور في طرق تفاعلنا مع الأمور لإمتلاك الخبره الأكبر.
وحتى نتمكن من الوصول إلى هذا التعلم وأخذ العبر من المواقف الصعبه لابد لنا من :
تحليل المواقف التي نمر بها والبحث في حيثياتها, تحدد سلبياتها, وأسبابها, كيف تعاملنا وهاي ردود أفعالنا في هذه المواقف , وما هي الدوافع وراء سلوكنا في هذه المواقف, وكيف كانت النتائج المترتبه على قراراتنا.
من خلال الخطوه السابقه سنكون قادرين على وضع خطوط عريضه فيما بعد لما قد يسبب الأثر السلبي سواء من مواقف معينه أو من قرارات تصدرت منا وبتالي معرفه التعامل معها لما كوناه من مفاهيم ووعي حولها.
أخيراً عدم تكرير الخطأ أو المجازفه بخوض صعاب معينه قد تم تجربتها سابقاً أو القبول بالتواجد ضمن ظروف معينه تترك الأثر السلبي, فما تم أخذه من عبر سابقاً كافي بأن يوقف القرار السلبي لدينا, ويعيد ترتيب المفاهيم للأمور حولنا, و يعمل على اعادة ترتيب اولوياتنا, فأخذ العبر من المواقف الصعبه يشكل مرجع لنا لفهم ما هو قادم, وما قد مضى, وما هو حاضر.
ويمكن توضيح ذلك بمثال بسيط جداً: فالطفل الصغير الذي حرق يده بالمدفئه (وضع يده على المدفئه) , فهو قام بفعل لايعلم أثره إن كان إيجابي أم سلبي, هو لم يكوّن بعد مفهوم حول المدفئه وأثرها وسلبياتها وإيجابيتها, فنتيجه الفعل السابق وما نتج عنه من أثر سيكوّن الطفل حالياً مفهوم جديد ورؤيه جديده بأن الإقتراب من المدفئه ستعمل على إلحاق الضرر به وبتالي لابد من الإبتعاد عنها. فهنا الطفل حلل السلوك, رأى السلبيات ورأي المسببات ,ورتب مفاهيم جديدة, وأخذ القرار والعبره من الموقف بأن السلوك لن يعاد مره أخرى.