هذه حقيقة من الحقائق الروحية التي يعرفها أهل الحقيقة فالعلم نور يقذفه الله في قلب عبده المخلص وهذا النور يجعله حيا بحياة الحق الأبدية فلذلك حتى لو مات في الظاهر وانتقل إلى الحياة البرزخية فإنه يبقى حيا بالعلم الرباني الذي عنده والذي تركه وراءه بعد رحيله عن هذه الدنيا ينتفع به الناس من بعده ويهتدون إلى الله بنوره والأمثلة على ذلك كثيرة وتاريخنا الإسلامي حافل بهذه القدوات المنيرة مثل حجة الإسلام الغزالي الذي ألف كتاب إحياء علوم الدين الذي قيل عنه "من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء ".ومثل الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن عربي الذي ألف الفتوحات المكية الحافل بدرر المعرفة وكنوز الحكمة. ومثل الإمام النووي الذي كتابه الأربعين النووية قد تمت ترجمته إلى لغات عدة وكتبه تدرس في كل مكان حتى الآن. فهؤلاء أحياء بعلومهم فيما سواهم ميت لخلو قلبه من العلم الإلهي والمعرفة الربانية.