لا يشعر الميت بالشوق لأهله، لذلك لا يستدعي الأمر لفعل شيء،
إذا مات الإنسان انقطع عمله وكذا شعوره بالدنيا، وكل شيء فيها لأنه ليس فيها،
بل هو منشغل بعالم آخر هو عالم البرزخ. لا يعلمه إلا الله.، هو عالم فسيح للأرواح،
وقد جاء في الصحيحين أحاديث عن الروح وزيارتها لعالمنا وكل الكلام حولها، لمن يريد أن يستزيد،
لكن اليقين أن الميت إذا فارق الدنيا فإن بصره حديد أي يدرك ما لم يكن يدركه وتتفتح له آفاق ما زلنا نحن الأحياء في غفلة عنها ويصبح له من الإدراك ما نعجز نحن اليوم حتى عن تخيله أو يخطر لنا على بال، فلا نقيس أحوال الميت بمقاييس الدنيا، كالشوق والوحشة والظلمة وغيرها فإنها مصطلحات لا تتجاوز خفرة القبر،
نحن الأحياء من نشتاق ونتألم ونتذكر ونفعل ذلك طواعية وكرها.