كان الاسلام النظام الوحيد الذي جعل للمرأة مكانا ساميا ومكانة راقية عالية.
ولم يفرق بينها وبين الرجل بل هما سواسية بكل شيء وبدأ ذلك بالخلق وحسنه قال تعالى:" ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم" فخلقها كما الرجل باحسن تقويم، واجمل خلقة.
ثم وهبها حق الحياة بعد أن كانت تدفن حية في أسوأ زمن وهو الزمن الذي كان قبيل بعثة محمد عليه الصلاة والسلام قال تعالى:" وإذا الموئودة سئلت بأي ذنب قتلت". فحرم قتل النفس مطلقا ومنها نفس المرأة وقال في آية اخرى:" ولا تقتلوا النفس التي حرم الله".
ثم وهبها حق الزواج واختيار الشريك وحرم المتاجرة بعرضها قال تعالى:" ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا". بل وجعلها هي السكن وهي الأمان وجعل الرجل في أمره تعالى له بل وخلق ذلك في فطرته ان لا يشعر بالأمان والسكينة الا اليها فهي السكن والمودة والرحمة قال تعالى:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة" بل وبهذه الاية أثبت أن المودة والرحمة هي بالاتجاهين فالرجل يجب أن يكون ايضا سكنا لها وسندا ورحيما معها ولها.
أيضا وهبها حق التملك من أهلها ومن زوجها وأن تكون ذات مال فقد أوجب لها الميراث والحق فيه وأيضا أوجب لها المهر، وجعلها حرة إن أرادت أن تنمي مالها بالتجارة دون ان يكون لأحد حق التعدي عليه.
وأيضا جعل لها حق التعليم وحق العمل فها هو رسول الله يخصص أياما لتعليم النساء كما كان هناك تعليم للرجال سواء العلم الشرعي أم غيره واعترف بمن كانت لديها حرفة وعلم بشيء من العلوم بل وأنزلها للميدان كي تعمل فيه بما تعلمت، ومن ذلك قصص نسيبة المازنية ورفيدة الأسلمية اللتان كانتا تمتهنان الطب والتمريض وتشاركان في علاج الغزوات للجنود وخصص لهن جزءا من الأجر من بيت المال ومن الغنائم، مثلهن مثل الرجل، وعائشة التي كانت مرجعا للصحابة في بعض أمور الدين والانساب.
بل وعاملها إنسانا كاملا غير ناقص تماما كما هو المطلوب من الرجل فأوجب عليها العبادات ووضع الرجل حارسا عليها وأمينا عليها في بعض العبادات كأن تسافر للحج والعمرة والمحرم معها ليرعاها ويخدمها.
وأوجب عليها الزكاة إن كانت صاحبة مال يزكى.
ولم يمنعها من المشاركة في الشؤون السياسية فقد كان يشاور عليه الصلاة والسلام النساء في بعض شؤون الحروب وسياسة الدولة ويأخذ برأيهن.
وايضا امر اولادها ببرها حين تكبر ويكبرون قال عليه الصلاة والسلام للرجل الذي جاء يسأله من أحق الناس بحسن صحابتي؟فقال: أمك ،قال ثم أي ؟قال أمك، قال :ثم أي؟ قال: أمك، قال ثم أي؟ قال: ابوك.