كيف تنصحني للتعامل مع شخص مصاب بمرض اضطراب الشخصية الحدية؟

1 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
٢٦ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 اضطراب الشخصية الحدية او ما يسمى (Borderline Personality Disorder) أو اضطراب الشخصية الغير مستقرة عاطفيا، ما يميز هذا الاضطراب (من اسمه) انه حدي، اي على طرفي نقيض، الشخص الذي يعاني منه يكون في منتهى الهدوء والانبساط وسعة الصدر مع الآخرين، وفجأة وبدون أي مقدمات، ينقلب الى شخص غاضب، يقول ما بدا له، ولا يحسب حسابا للآخرين. أو أحيانا يكون مقبل عليهم بكل حب واهتمام يمزح ويضحك معهم ويناقشهم، ثم فجأة ينسحب منهم و يتركهم وهو في حالة غضب منهم.

ولنعرف كيف نتعامل معهم، علينا ان نفهم ما يعانوه بالتحديد.إن الشخص الذي عنده اضطراب الشخصية الحدية يعاني خوفا مرضيا من النبذ والهجر، من المؤكد أن لا أحد منا يود أن يكون منبوذا أو أن يهجره الآخرين، لكن الشخص الذي عنده هذا الاضطراب يكون خوفه أكثر من الشخص الطبيعي، فهو أمر يخشاه ويشغل نفسه والتفكير فيه، مما يؤدي إلى تقلبا في مشاعره، وعواطفه، و ردات فعله، وتكون استجابته للمواقف التي تحصل معه، كأن يسمع تعليقا معينا، بانتقاله من مرحلة الهدوء الى مرحلة الغضب فجأة و بدون مقدمات، فيؤثر تقلبه المستمر على علاقته بالآخرين، اي أنه هو يتسبب في بعد الآخرين عنه. 
ولأن الشخص المضطرب لا يمتلك الوعي بمشكلته، فإنه يعتقد أن ما يصدر عنه هو فقط ردة فعل لتصرفات الآخرين واستفزازهم له وغيرها من الأسباب، وأن الآخرين لا يحبونه ولا يريدون التواجد معه. 

وللتعامل معه إذا كان قريبا منا وعزيزا علينا، خاصة أنه شخص يخاف من الهجر، علينا أن نشعره بالاطمئنان والأمان والاهتمام، وذلك لتقليل الأعراض عنده، كأن نتصل به، ونزوره، وهذه الأمور التي يجدها مهمة بالنسبة له مهما كانت بسيطة في نظرنا.
 ايضا بالنسبة للانقلاب المفاجيء في مزاجه وفي عصبيته، نحن لا يمكننا أن نغير الآخرين، لكن بإمكاننا محاولة أن نغير البيئة التي تؤدي إلى هذا الغضب، ولو حصل أمرا ما واستفزه، وبدأ بالغضب، فيجب أن لا نناقشه في سبب غضبه ولا نعاتبه على ردة فعله على أمر ما، بل يفضل أن نوافقه الرأي أو أن نشعره بأننا معه ولسنا ضده، قبل أن يشتعل فتيل الغضب عنده، ولا يتأجج.

في البداية ، يكون الوضع صعبا على من هم حوله، ويكون الأمر مرهق عليهم، لأنهم مضطرون للتمثيل عليه، ولكن مع الوقت ستصبح عادة سهلة، كما أن هذه الامور تحمي الآخرين الذين يتعاملون مع الشخصية المضطربة من تأثير كلامه اللاذع وانتقاده الجارح وغضبه عليهم. 

علينا عند التعامل معه أن نذكر نفسنا دائما بأن هذا الشخص إنسان مريض، قد يكون طيب وجيد وغالي وحبيب، وأن لحظة غضبه هي لحظة انهياره، كمريض السكر الذي أصابه هبوط مفاجئ، وأن فترة غضبه هي فترة قصيرة و مؤقته، وإن استطعنا أن نقنعه بمراجعة طبيب مختص، فسيكون ذلك أفضل له وللناس المحيطين به.