مقدمات الزنا هي الأمور المحرمة التي تقود الرجل إلى بناء علاقة محرمة مع امرأة لا تحل له قد تصل في نهايتها إلى ارتكاب الفاحشة والعياذ بالله .
وما يجمع هذه المقدمات هو تجاوز الضوابط الشرعية في العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ، كخلوته مع هذه المرأة وحديثه معها بلا حاجة وإنما لمجرد السمر وقضاء الوقت بما بوجد بينهما ألفة زائدة ، والاختلاط الخاص لوقت طويل بشكل متكرر ، وإطلاق الرجل لبصره أو سمعه أو يده ونحو ذلك .
وقد قال الله تعالى في سورة الإسراء " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا "
فلم يكتف سبحانه بتحريم الزنا والنهي عنه بل نهي عن الاقتراب منه ، وهذا يلزم منه الابتعاد عن كل ما قد يقرب من الزنا من علاقات ، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه !
وفي الحديث قال عليه السلام " إياكم والدخول على النساء " ، فقال رجل : أفرأيت الحمو يا رسول الله -يعني أخو الزوج وأقاربه - ؟ فقال عليه السلام " الحمو الموت " .
فشبهه بالموت لتساهل الناس في دخول و خروج أقارب الزوج على الزوجة ، مع أن هذا قد يكون أدعى للفتنة .
والتوبة من هذه المقدمات لمن وقع فيها تكون بالتوبة النصوح إلى الله وذلك بـ :
1.إقلاعه عن المعصية وتركها .
2.الندم على ما فات منه .
3. العزم على عدم العودة لها .
ثم عليه أن يكثر من الأعمال الصالحة والحسنات وخاصة الصلاة فإن الحسنات يذهبن السيئات كما قال سبحانه .
روى مسلم في صحيحه عن " ابن مسعود رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني وجدت امرأة في بستان ، ففعلت بها كل شيء ، غير أني لم أجامعها ، قبلتها ولزمتها ، ولم أفعل غير ذلك ، فافعل بي ما شئت . فلم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فذهب الرجل ، فقال عمر : لقد ستر الله عليه ، لو ستر على نفسه . فأتبعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره ثم قال : " ردوه علي " . فردوه عليه ، فقرأ عليه : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فقال معاذ ، وفي رواية عمر : يا رسول الله ، أله وحده ، أم للناس كافة ؟ فقال : " بل للناس كافة " ".
والله أعلم