حياتي كرجل في المجتمع العربي أراها مليئة بالتحديات و الصعوبات. فهنالك صراع بين الرجل الذي أود أن أكون عليه و بين الرجل الذي تود منه البيئة المحيطة أن يكون عليه.
عندما تمضي في حياتك كرجل و تمر بإخفاقات معينة على مستوى مسيرتك المهنية مثلاً، لن يكون ذلك مجرد إخفاق مهني تتعرض له في مسيرتك فقط و بإمكانك تجاوزه، بل سيدخلك في مشاعر حزن على مستوى عميق لأنك ستشعر بأنك فشلت بأن تصبح ذلك الرجل الذي يريده منك المجتمع أن تكونه، ستشكك بقدراتك و بأهمية نفسك و ستغوص في مشاعر عميقة من الشعور بعدم الأهمية و القيمة.
حتى مع خوض جميع تلك المشاعر السلبية فأنت ما زلت مجبوراً على كبتها، حتى و إن شعرت بالضعف فستعتقد بأن الأفضل بأن لا تظهر ذلك أو تعبر عنه، فأنت لا تملك تلك الرفاهية، لأن إذ سمحت لنفسك بذلك ستظن بأنك ستسمح لنفسك بالإنهيار في المراحل المقبلة، و الإنهيار يتعارض مع الهدف من حياتك كرجل (أن تكون قادراً على إعالة نفسك و الآخرين و أن تكون متواجداً دائماً من أجلهم) فلا تملك سوا أن تكبت تلك المشاعر السلبية من التعبير عن نفسها. لهذا السبب أصبحت ظهور المشاعر المتعلقة بالحزن و الكآبة عند الرجل عاراً إجتماعياً.
لا أعرف ما هو النهج الأفضل للعيش كرجل في المجتمع و لكنني أعرف بأن كبت المشاعر السلبية لا يخفيها، بل يحفرها على مستوى عميق في نفس الإنسان، عمق لا يصل إليه الإنسان بحالات التفكير العادية، و هذه المشاعر ستحدث إضطرابات في الشخصية و في نفس من يكبتها.