ماذا تعرف عن نظرة سبينوزا للحقيقة؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     الفيلسوف الهولندي باروخ سبينوزا (1632-1677)، هو الرجل الذي عاش في ما يشبه العزلة التامة نظرُا لفلسفاته وأفكاره التي كان ينادي بها. ذلك بسبب السمحة التي اكتسبها على أنه أحد الملحدين في ذلك العصر، مما جعل الناس يتجنبونه وينبذونه. أما اعتباره ملحدًا فهو أمر يدعو إلى الغرابة أحيانًا، حيث كان ذكر الإله في فلسفاته شيئًا أساسيًا. إلا أن رفضه واعتباره من الهراطقة بسبب إعلان رفضه للتصور اليهودي - المسيحي عن الله. ووصل لأن يعتبر الله والطبيعة كلمتين لمعنًى واحد.


     أما فيما يخص نظرته للحقيقة، حيث نشر سبينوزا كتاب بعنوان "الأخلاق المبرهن عليها في نظام هندسي". ويتضمن هذا الكتاب محاولة في الوصول إلى طريقة واحدة لإيجاد المعرفة، مستندًا إلى العقل وليس لأي معطى تجريبي. واعتمد أيضًا على أن الضرورة المنطقية هي المعيار الوحيد للوصول لليقين الحقيقي. ويقول سبينوزا في هذا الأمر في كتابه "الأخلاق": "أصف الشيء بالمحال إذا دلّ وجوده على تناقض، وأصفه بالضروري إذا دلّ لا وجوده على تناقض".

     من هنا نفهم أن مبدأ سبينوزا الاستنباطي يعتمد على اللا تناقض. بحيث ان كل ما يمكن الأخذ به على أنه معرفة منطقية يمكن التليم بأنه حقيقي بلا أي شك. وأن كل ما يتبع ذلك من تعريفات فإنه حقيقي، شريطة أن يكون التعريف كذلك منطقيًا.


     لكن هنالك ما يجعل الأمور أكثر صعوبة، حيث أن وجود تناقض أو خطأ واحد في السلسلة يجعل كل المبنى ينهار بلا أي شك.


     وبينما يذهب التجريبين إلى اعتبار الحقيقة انها مسألة انسجام، فإن سبينوزا يعتبرها مسألة تتبع نظرية التماسك. حيث أن اعتبار فكرة ما حقيقية وكافية ووافية يعني أنها تملك علاقة منطقية وواقعية مع الأفكار الأخرى، مصورة بذلك التماسك الذي يتحدث عنه سبينوزا، وذلك يعني أيضًا أننا نستطيع اثبات أن هذه الفكرة لها علاقة ضرورية مع النظام الكلي. بذلك نصل مع أفكار سبينوزا هذه إلى ما يعتبره بالتماسك المنطقي.