أنا سعيدة بهذا السّؤال. حقيقةً؛ أتمنّى من كل شخص يتّجه للFreelancing أن يتروّى قليلًا قبل أن يقع في فخّ آمالٍ كاذبة ويخسر وظيفته في مُجازفة خطيرة وغارة لم يعد لها العدّة.
سأحكي لك كيف تعرف ما إذا كان العمل الحر يُناسبك أم لا، قبل ذلك لتعلم دائمًا أنّ العمل الحر أفضل من الوظيفة الثّابتة لكل صاحب عزيمة يريد أن يُحقّق قدراته ويُطلق العنان لإبداعاته لكن لا أحد يُنكر أنّه مُخاطرة، لذلك فتوقّفك لتعرف ما إذا كان يُناسبك هو حكمة ضروريّة تنطلق منها في فهمك لذاتك المهنيّة.
أتركك في حوارٍ ذاتي لتصل إلى الإجابة بنفسك، اسأل نفسك هذا الأسئلة:
هل لديّ القدرة على تنظيم وقتي والسّيطرة عليه؟
هل لديّ القدرة على تقبّل الفشل وتكرار المحاولة بحكمة مع تجنّب الأخطاء السّابقة؟
هل أستطيع العمل وحدي؟
هل أنا واثق بقدراتي؟
هل أنا واثق برؤيتي للمنتج أو الخدمة التي سأُقدّمها؟
هل لديّ الجرأة للمغامرة في مالي ووقتي وجهدي؟
هل مهارات التّواصل لديّ جيّدة؟
هل أنا مرن ولست متعصّبًا لرأيي ما دامت الآراء الأُخرى تصب في مصلحة العمل؟
هل لديّ مهارة أنطلق منها في عملي؟
هل فكرتي مُتكاملة الأركان وقابلة للتّطبيق؟ (هذا السّؤال بالذّات سيساعدك على الإجابة عليه من هم أسبق منك في الخبرة في مجال العمل)
هل هناك مهارة أو وظيفة ألجأ إليها إذا فشلت؟
هل لا يوجد من يتضرّر بإفلاسك؟ (مثلًا ابن أو ابنة أو شخص تنفق عليه)
بديهيًّا إذا كانت إجاباتك نعم انطلق من الغد وابدأ في الحال، وإذا كانت بعض إجاباتك لا فلا ضرر من أن تطوّر ذاتك لتصبح مؤهّلًا فلا يحبطك كلامي بل اجعله حافزًا ومتّجهًا.
برأيي الشّخصي لو وضعت في كفّتي الميزان العمل الحر أم الوظيفة على افتراض توافر الشّروط في الموظّف أو صاحب العمل فسترجح كفّة العمل الحر؛ لأنّه أبعد ما يكون عن كبت الطّاقات وملل الرّوتين وأقرب ليكون فرصة نجاح ضخمة ومغامرة مُمتعة، وأمّا الوظيفة رغم أنّ ساعات العمل فيها ثابتة والرّاتب مضمون وربّما هي أمان وراحة ولو نسبيّة لكن هذا مُحبط، وهذا يعتمد على الفرد فلا حُكم مطلق ولا قاعدة ثابتة.