يوم عرفة يوم عظيم وهو من أفضل الأيام عند الله عزَّ وجل، ويكون اليوم التاسع من ذي الحِجّة، ولكن لا يوجد في السُنَّة أي دليل على أن هنالك صلاة مخصوصة لهذا اليوم كما تفضَّلت، وإنما قد سنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأعمال لتأديتها في يوم عرفة منها:
1.
الصيام لغير الحاج، فصيام يوم عَرَفة يُكفِّر سنتين، كما جاء في صحيح مسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صيامُ يومِ عرفةَ إنِّي أحتسبُ على اللَّهِ أن يُكفِّرَ السَّنةَ الَّتي قبلَهُ والَّتي بعدَهُ"
2.
الدعاء، فاجتهد وأخلص لله في دعائك في هذا اليوم لإنه كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وهو مظنة إجابة الدعاء.
3.
الإكثار من الذِكر والتوبة إلى الله والاستغفار، فيبدأ كل إنسان بداية جديدة ويعزِم على نيل رضا الله بالأعمال الصالحة، وترك الذنوب، فهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، ومن الأذكار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: "خيرُ الدعاء دعاء يوم عرفة، وخيرُ ما قلت أنا والنبيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير."
4.
التكبير، فكان الصحابة يُكبِّرون من صلاة فجرِ يوم عرفة إلى عصرِ آخر أيام التشريق، وفي مشهد بديع يخبرنا به سيدنا عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- في صحيح البخاري: (أنَّه كان يُكبِّرُ في قُبَّته بمنًى، فيَسمَعُه أهلُ المسجدِ، فيُكبِّرونَ فيُكبِّر أهلُ الأسواقِ، حتى ترتجَّ منًى تكبيرًا" وللتكبير إظهار لِعَظمةِ ومكانةِ هذا اليوم كما قال الكاساني في بدائع الصنائع: " التَّكبيرَ لتعظيمِ الوقتِ الذي شُرِعَ فيه المناسكُ، وأوَّلُه يومُ عَرفةَ؛ إذ فيه يُقامُ أعظمُ أركانِ الحجِّ، وهو الوقوفُ".
ويكفي أن الله جلَّ جلاله يباهي بالحجاج ملائكته عند وقوفهم بعرفة، فقد جاؤوا من كل فجٍّ عميق يرجون رحمته.
المصدر