كيف أصل لمرحلة البكاء في الدعاء وما هو فضل ذلك

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
البكاء من خشية الله تعالى يحتاج إلأى درجة إيمانية عالية وهي مرحلة الإحسان وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأن يكون بين العبد وخالقه سر ونجوى ومناجاة وخاصة في الثلث الأخير من الليل .

1- وحتى نصل إلى مرحلة البكاء من خشية الله تعالى علينا أن نتدبر كلام الله تعالى
قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) سورة الأنفال (2)
 
2 - وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتدبر آيات الله تعالى ويبكي من خشية الله ، وهكذا الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يبكون عند تلاوته - وخاصة خليفة رسول الله أبو بكر الصّديق - رضي الله عنه- ولهذا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه-: اقرأ علي القرآن، قال عبد الله: "كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟! " قال: إني أُحب أن أسمعه من غيري، فقرأ عليه أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء:41]، قال: حسبك، قال ابن مسعود: "فالتفت إليه" أو قال: "فرفعت رأسي إليه فإذا عيناه تذرفان" متفق عليه.

3- عن عبيد بن عمير رحمه الله : " أنه قال لعائشة - رضي الله عنها - : أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال : فسكتت ثم قالت: لما كانت ليلة من الليالي.
قال : " يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي " .
قلت : والله إني أحب قُربك، وأحب ما يسرك.
قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي.
قالت: فم يزل يبكي، حتى بل حِجرةُ!
قالت : وكان جالساً فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته!
قالت: ثم بكى حتى بل الأرض! فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي، قال : يا رسول الله تبكي، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال : " أفلا أكون عبداً شكورا؟! لقد أنزلت علي الليلة آية ، ويل لم قرأها ولم يتفكر فيها! { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ … } الآية كلها [آل عمران / 190] " رواه ابن حبان وغيره، وصححه الشيخ الألباني في  صحيح الترغيب

4- والأصل ان يكون البكاء عند قراءة القرآن وفي الصلاة أكثر من الدعاء، ولكن إن وجدت قلبك يرق أكثر في الدعاء فلا بأس في ذلك .

5- ومما يساعد على البكاء في الدعاء هو الإعتقاد الجازم بضعفك وعجزك وفقرك وخوفك من الله تعالى .

6- وكذلك الدعاء في السجود فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .

7- ومما يوصل المسلم إلى مرحلة البكاء في الدعاء هو تكرار الدعاء واللح على الله تعالى .

8- ومما يوصل لمرحلة البكاء في الدعاء أن تدعوا الله تعالى وأنت مضطر للدعاء وتأمل الإجابة من الله تعالى وتريج الكرب والهم .

9- ومما يوصل لمرحلة البكاء في الدعاء هو الدعاء في الثلث الأخير من الليل لوحدك وفي غرفة مظلمة تناجي بها الله تعالى وتبث له همومك !!

10- ولم يرد أن هناك فضل في البكاء أثناء الدعاء، إنما هي قلوب بعضها يرق اثناء التلاوة ، وبعضها يرق أثناء سماع القرآن، وبعضها يرق اثناء الدعاء وقوته وصدقه سواء سمع الدعاء أم قاله بنفسه .

11- ومما يوصل لمرحلة البكاء في الدعاء هو كثرة ذكر الله تعالى في الخلوات، ففي الحديث يقول الرسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ، فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " رواه البخاري ومسلم.

12- فالمهم في الدعاء وحتى يكون مقبولاً أن تتحقق فيه الشروط الصحيحة وهي :
1- أن لا يسأل ويدعو إلأ الله تعالى ففي الحديث (إذا سألت فسأل االله) 
2- التوسل واللحاح على الله تعالى بالدعاء فإن الله تعالى يحب العبد اللحوح.
3- أن لا يستعجل الإجابة.
4- أن لا يكون في الدعاء اثم أو قطيعة رحم.
5- أن يثق بالله تعالى ويوقن بالإجابة.
6- إاستحضارالقلب والنية الخالصة في الدعاء .
7- إطابة المأكل والمشرب والملبس ففي الحديث: (أطب مطعمك تستجب دعوتك)