إن القراءة المنتظمة ليست فقط وسيلة تسلية أو ما شابه، يل هي أسلوب حياة يطفي على عقلك المعرفة، وعلى قلبك وسلوكك النضوج. وحتى نصل إلى مرحلة الإنتظام هذه يجب وضع خطة بسيطة كبداية حتى تستطيع تحقيقها ووضع غيرها.
فكرة وضع خطة سنوية هي فكرة مفيدة ومثيرة للإعجاب حقًا. أما سؤال كيف تعمل على ذلك، وما العدد المتوقع قراءته، وما المواضيع التي عليك اختيارها، والكثير من تلك الأسئلة بإمكانك الإجابة عليها عن طريقة خبرة سابقة لك، أو عن طريق وضع توقعات بسيطة ومحاولة اكتشاف ما تحب أن تقرأ.
تستطيع بدايةً تخصيص دفتر جيب تملئ به تقدمك، أو لوحة كبيرة تعلقها على حائطك حتى تبقى متيقظًا ومتذكرًا لأهدافك.
إن كنت قد قرأت سابقًا، فكم من الوقت احتاجك إنهاء كتاب؟ هذا السؤال يساعدك في وضع هدف يحوي عدد ما تود أن تقرأ في السنة المقبلة. وإن كنت حديثًا في هذا المجال، فابدأ بوضع أهداف بسيطة، فمثلًا ضع عددًا يتراوح بين ال١٠ أو ال١٥ كتابًا في السنة، وابدأ بمحاولة إنهاء كتاب كل شهر. إن وجدت أنك قادر ولا تجد صعوبة، فاحتسب ذلك نقاطًا إضافية في رصيدك، بهذا تكون قد استطعت تحقيق هدف.
في ما يخص مواضيع القراءة، فإنّي أنصح دائمًا بوضع قائمة تشتمل على أنواع مختلفة من الثقافات والكتب. بذلك تكون قد وسّعت مجالات معرفتك البسيطة بالأمور. أو بإمكانك اعتباره تجربه تكشف لك ما تحب وإلى ماذا تميل.
سجّل العناوين التي قرأتها في مكان تستطيع أن تراه في أي وقت، في دفتر الجيب خاصتك أو لوحتك الحائطية. هكذا تبقى شعلة الحماسة متقدة بلا شك.
من الأمور المهمة التي يغفل عنها البعض؛ هي أن تستخدم معرفتك الجديدة وأن تتحدث بها لغيرك. فمثلًا أن تتخذ رفيقًا لهذه الرحلة حتى تستطيع بذلك مشاركة معرفتك معه وتسمع آراء غير آراءك. وبهذا تحتفظ بجزء كبير من المعلومات فلا تنساها، وتتطلع على نظرات من جهات أخر للموضوع وتزيد مساحة تفكيرك بناءًا على ذلك.
جد طريقة تحفزك على العمل بجد. فمثلًا تستطيع أن تختار مكافأة لكل عمل تقرأه. أو مثلًا خطط لعمل احتفال صغير لنفسك وعلى طريقتك بعد كل كتاب لتشعر دائمًا أنك تفعل شيئًا صائبًا.
عند تحقيق أهدافك في نهاية العام سوف تشعر برضىً كبير. وستبدأ مباشرةً بالتخطيط للسنة التالية مع أهداف تحمل قدرًا أكبر من التحدي، وستواصل على هذا طالما أنك متمسك بهذا الإلتزام الذي لن يجلب لك سوى مزيد من المتعة والمعرفة.
أما أنت والآن؛ ما الذي يمنعك من بدء وضع خطة وأهداف؟؟