من وحي تجاربي كطالب توجيهي سابق وكأب لطلاب توجيهي, فقد لاحظت ان الموضوع غاية في الخطورة ويساء فهمه باستمرار, حيث انه من الطبيعي ان يحصل الشخص على معدل جيد في التوجيهي ليتخصص في موضوع معين يحبه من اجل ان يعمل به في المستقبل, وبهذا يكون التوجيهي ليس الغاية بل الوسيلة لتحقيق الهدف, اما ما شاهدته من صور في الحياة, فهو امر مختلف تماماً, فمن الطلاب من يكون مستهتراً في الدراسة في صفوف ما قبل التوجيهي, الا انه يبذل قصارى جهده عند التوجيهي فقط من اجل ان يقارن نفسه بقريبه او جاره, وقد ينجح بمعدل مقبول ليطالب والده المسكين ان يقوم بتدريسه اي تخصص في جامعة خاصة من اجل ان يحصل على الشهادة الجامعية فقط, ثم ليعمل بعدها عاملاً في محمص او مطعم, وكأن الشهادة الجامعية شر لا بد منه, ولهذا يجب ان يتسلح الطالب بسلاح الوعي فيواظب على الدراسة الجيدة خلال سنوات المدرسة كلها, وليس فقط في فترة التوجيهي, من اجل الحصول على معدل جيد يؤهله لدراسة التخصص الذي يناسبه بأقل التكاليف, حيث ستزداد فرصته بالعمل في مجال تخصصه, وتزداد فرص نجاحه في الحياة, وبهذا حسب رأيي المتواضع فإن النجاح بالتوجيهي ليس الأهم, بل ان الأهم هو ما بعده من اجل النجاح في الحياة.