إيجاد الذات والوعي به ممكن عن طريق فهم المشاعر والقدرة على تنظيمها، أما إيجاد الشخصية فهو أمر يعتمد على نقطتين وهما ما لديك من شخصية حقيقية وما يكمن أن تقوم به من بناء شخصية، أما بالنسبة للجانب الإبداعي فهو يعتمد وبشكل كبير على عدد الخبرات التي تتعرض لها وتنمية طرق التفكير المختلفة ومحاولة التخلص من النمطية، وحديث الناس لا بد أن يتم التعامل معه عنه طريق الثقة بالنفس وتعديل التوجهات الفكرية لديك والتعامل مع عقلك.
الوعي الذاتي عن طريق فهم المشاعر والتحكم بها:
أولًا: فهم المشاعر؛ القدرة على فهم أساس المشاعر المختلفة والوقف على الدوافع المحركة لها وفهم كيف تؤثر المشاعر الذاتية على ما لديك من فكر وإحساس وتصرف يعني الوصول للوعي بالذات والقدرة على فهم النفس بطريقة أكبر ومن أهم الطرق التي تساعد على فهم المشاعر:
- تتبع المشاعر في المواقف المختلفة؛ الشعور بالحماس أو الخوف أو التوتر أو الفرح في أي موقف يتطلب منك الانتباه وتتبع الدوافع فكثير من الأحيان قد تكون الدوافع التي تعرفها مختلفة تمامًا عن الواقع أو هنالك دوافع مخفية لا يمكن إدراكها إلا في المواقف الحقيقية.
- حدد قوة الشعور؛ تحديد قوة الشعور سبب في فهم معناه وأسبابه فكلما كانت المشاعر سواء سلبية أو إيجابية أكبر كلما كانت الدوافع ذات تأثير أكبر لوجود أسباب ذات أولوية هذا يوفر فهم عميق للذات.
- التعبير عن المشاعر؛ حتى تتمكن من فهم ما لديك من مشاعر عبر عنها للآخرين استمع لنفسك وأنت تتحدث عن هذه المشاعر وانظر لنفسك كيف تتفاعل, ستجد أن التعبير عن المشاعر وسيلة تحصل من خلالها على الدعم وتعي نفسك فأنت تقدر متى تطلب الدعم ومتى تكون المشاعر صادره لمجرد التفريغ العاطفي.
ثانيًا: التحكم بالمشاعر؛ بمجرد فهم المشاعر يمكن أن تتحكم بها وذلك عن طريق التحكم بردود الأفعال والمثيرات التي تترافق وتظهر المشاعر, ومن ثم تصبح قادر على التحكم بدرجة قوة هذه المشاعر من خلال التحكم بالدوافع لأنك واعي لها تمامًا وهذه الطريقة تساعدك وبشكل كبير على إدارة النفس وخاصة عند التعرض لحديث الناس, فالتحكم بالمشاعر يحررك من التبعية العاطفية التي قد تكون سبب في هدم ما لديك من أهداف نتيجة الانصياع وراء ما لديهم من قول له تأثير عاطفي عليك وعلى مشاعرك.
إيجاد الشخصية بين ما لديك من صفات واكتساب صفات جديدة:
أولًا: الصفات الأساسية؛ لا بد أن لديك مجموعة من الصفات الشخصية التي تكوّن كيان خاص بك وشخصية خاصة تم اكتسابها اثناء فترة التنشئة الاجتماعية وحتى تتمكن من معرفة هذه الشخصية وبشكل حقيقي تتبع طريقة تفعالك العقلية فكرية والجسدية والعاطفية والاجتماعية في المواقف المختلفة:
- يشمل الجانب الفكري ضمن الشخصية: الأفكار والمبادئ والتوجهات الثقافية والعقدية، بالإضافة إلى طرق التفكير العقلية التي تتضمن الاستنباط والاستقراء والتحليل الاستيعاب, هذه كلها تشكل جزء من شخصيتك الحقيقية.
- الجانب الجسدي: ويشمل ما لك من مظهر خارجي ونمط معين باللباس، ويمكن هنا أنت ترى ما لك من فكر متحكم في المظهر الجسدي.
- الجانب العاطفي؛ وهنا يمكن أن تنظر لطريقة ما لك من تفاعلات عاطفية مع نفسك ومع الآخرين من مثل التعاطف والدعم وتلبية الاحتياجات والرغبات، أو الأنانية والبعد وعدم التعاطف.
- الجانب الاجتماعي؛ وهنا يمكن أن تحدد ما هي السمات الاجتماعي التي تتمتع بها والتي تشمل:
- الانبساطية: وتتضمن وجود تفاعلات وعلاقات اجتماعية كبيرة والشعور بالمتعة والحيوية والتفاؤل
- الانطوائية: وتتمضن الانعزال والابتعاد عن الآخرين بدرجات كبيرة والشعور بالهدوء وقلة التفاعل
- القبول: ويتضمن القدرة على التعاون وامتلاك الثقة بالنفس وإظهار اللطف واحترام وتقدير الآخرين
- العصابية: وتتضمن الشعور بالحرج والخجل من الظهور وزيادة الشعور بالغضب والقلق والتوتر وعدم القدرة على تحمل الضغوطات.
ثانيًا: أما اكتساب صفات جديدة تعمل على بناء شخصية مستقلة يتطلب منك التوصل للصفات التي قد تكون سلبية في الشخصية الأساسية في الجوانب المختلفة ومحاولة العمل على إيجاد البديل لها من خلال التدريب والممارسة.
التوصل للجانب الإبداعي؛ حتى تتوصل لمواضع الإبداع لديك لا بد أن تخوض التجارب الكبيرة والكثيرة في مختلف المجالات حتى تحدد حقيقًة أين هي مجالات الإبداع ويمكن أن تتوصل لهذه القدرات من خلال التطوع والمشاركة المجتمعية في الحي أو الجامعية أو مجتمع العمل، وأعطى نفسك الوقت وفكر بما يمكن أن تقوم به نمي الجانب الخيالي لديك فهو مهم جدًا في تطوير ومعرفة جوانب الإبداع, اكسر الحدود ولا تتقدي بنوع معين من التفكير وابتعد عن النمطية قدر الإمكان، ولا تتقبل الواقع كما هو اترك بصمتك الخاصة والشخصية بفكرك وفعلك.
أما حديث الناس وما يتركه من أثر فيتطلب منك التعامل معه عن طريق تعزيز الثقة بالنفس من خلال معرفة مواضع القوة والضعف لديك والتحكم بها ومن ثم التجاهل حديث الناس السلبي والتركيز على ما لديك من أهداف وتعزيز ما يصدر عنك من إنجاز. عزز ثقتك بنفسك من خلال تحقيق الأهداف البسيطة التي ستحقق لك لاحقًا الأهداف الأكبر، اثبت لنفسك أولًا أن كلام الناس لا يسمن ولا يغني من جوع والأساس فيما يقوم به الإنسان معتمد على الجهد، ثم أثبت لهم أنهم على خطأ.