عادة ما يهتم الأم والأب بأول طفل ينجبانه، فيولونه الكثير من الاهتمام والرعاية والتقدير والتجارب، وعند إنجاب الطفل الثاني بعد مرور وقت زمني، يتم خطأ من الأهل إهمال الطفل الأكبر، فتبدأ ظهور مشكلة الغيرة بين الأخوة. ولو لم نعالج موضوع الغيرة، فمن المحتمل أن يكبر هذا الأمر مع تقدم أطفالنا في العمر، وتطورالمشاكل بينهم لعدم قدرتهم على حب بعضهما بالطريقة الصحية الصحيحة.
من العلامات الطبيعية التي يمكن من خلالها الاستدلال على الشعور بالغيرة عند الأطفال من الأخ أو الأخت الأصغر أو الغير مولود بعد، أن يصبح الطفل الأكبر أكثر عنفا، فيكثرون من الصراخ والإلحاح والاستمرار في طلب الأم لخدمتهم بطريقة مستمرة ومبالغ بها.
وقد يبدأ الطفل الأكبر بالتصرف بطرق غريبة وكأنه طفل رضيع، كأن يطلب شرب الحليب في رضعة بعد أن تجاوز عمره استعمالها، أو أن يطلب من أمه أن ينام في سرير الطفل الجديد.
على الأم عدم القلق، لأن كل ما سبق علامات طبيعية، وسأدلك على كيفية التصرف مع هذا الطفل الغيور.
النصيحة الأولى: تحضير الأطفال نفسيا، وإخبارهم أن هذا المولود القادم الجديد سيكون صديقا لك، وأن عليكم التعاون والمساعدة للترحيب بهذا الطفل الجديد
النصيحة الثانية: تشجيع طفلك الأكبر عمرا على تكوين علاقات جيدة ومتينة مع أصدقائه، لأن وجود صديق مقرب من الطفل، سيجعله يشعر بأنه أكثر استقلالية، كما أن ذلك يسمح له بقضاء المزيد من الوقت معه في خلال وقت انشغالك بالأعمال المنزلية اليومية. إن هذا الأمر سيقلل من غيرته بصورة واضحة.
النصيحة الثالثة: أشركي أطفالك الكبار في القيام بالمسؤوليات التي تخص التجهيز لقدوم أخوهم أو أختهم القادمة، فهذا الموضوع سيخفف من مهامك اليومية خلال طفلك حديث الولادة. فمكن الممكن أن تطلبي من الأخ الأكبر أن يشارك في اختيار الملابس الملائمة له، أو أن يغني له خلال فترة الاستحمام، أو يقرأ له قصة قبل النوم، فهذه الأمور توطد العلاقة بين الأخوة وتقلل من الغيرة.
النصيحة الرابعة: اتركي طفلك يعبر عن حبه للمولود الجديد بطريقته الخاصة، فلا تجبريه على عناقه أو على تقبيله مثلا، لأنك ستكتشفين في وقت لاحق تكون مشاعر أخوية عنده، يقوم بالتعبير عنها طفلك الكبير بطريقته الخاصة وفي الوقت المناسب.
النصيحة الخامسة: قومي بالتحدث مع طفلك الكبير، وأخبريه عن حياته عندما كان هو نفسه مولودا جديدا، وأخبريه عن البهجة التي شعرت بها بقدومه، وعن تشابه طلباته مع طلبات أخيه حديث الولادة، من حليب وتغيير للحفاظات وجهد، فهكذا سيتمكن طفلك من تفهم سبب انشغالك وقضاء وقت أكبر مع الطفل الجديد.
النصيحة السادسة: الاهتمام بالأطفال الآخرين، خاصة عند قدوم المولود الجديد، فلا تهملي أطفالك الآخرين، بل على العكس، اعتن بطفلك الجديد، وبنفس الوقت، أظهري لأطفالك الآخرين مدى حبك لهم واهتمامك بهم.
كما يمكنك أن تذكريهم بأن لهم دورا رئيسيا في البيت وفي العائلة.
النصيحة السابعة: قبل قدوم المولود الجديد، يمكن إحضار دمية على شكل طفل رضيع، ليقوم الطفل الكبير بالتعامل معها وكأنها طفل حقيقي يقوم بالاعتناء به، فيتخيل نفسه وهو يطعمها أو يلبسها ثوبها أو يقص عليها حكاية قبل النوم.
النصيحة الثامنة: أخذ الأطفال الكبار للتسوق وإحضار حاجيات الطفل الجديد قبل قدومه، ليساعدوا في شراء مستلزمات حديث الولادة، من ملابس وألعاب وإكسسوارات، لأن هذا الأمر يبث فيهم روح المسؤولية والمشاركة، ويعلمهم على اتخاذ القرارات ولو كانت بسيطة.
النصيحة التاسعة: تعويد الأطفال الكبار في حال اعتيادهم المسبق على النوم في غرفة الأم، على أن يناموا في غرفتهم المنفصلة، أي إذا كان عليك القيام بأي تغيير، قومي بعمله قبل قدوم مولودك الجديد بفترة، حتى لا يشعر الطفل الأكبر بالخسارة بسبب قدوم الصغير، وأنه كان سبب تغييرات كثيرة لا يحبونها فيلومون قدومه.
النصيحة العاشرة: الأم على وجه الخصوص، تحتاج للراحة، فلو كان بالإمكان طلب المساعدة من الأقارب أو الجيران، فلا بأس بذلك، خاصة إذا لزمك الذهاب إلى المستشفى، فيجب أن تقللي من كمية القلق الذي ينتابك جراء ترك طفلك الأكبر للقيام بما هو هام. لذلك لا بأس من تعويد الطفل على الغياب قليلا، عن طريق مكوث أحد المعارف معه خلال حالات الطوارئ.
النصيحة الحادي عشرة: عند الولادة، ستمكثين في المستشفى ليومين أو أكثر، لذا لا بأس من استدعاء الطفل الأكبر إلى المستشفى لرؤية أخيه الأصغر، وأخذ صورة تذكارية معه، واسمحي له بالاقتراب من سريرك، فهو يكون بحاجة للاهتمام، ولشعوره بأنك ما زلت تحبينه، وأنه لم يتغير على علاقتكما شيئا، خاصة أن الأطفال أذكياء وعادة ما يراقبون التفاصيل بصمت.
النصيحة الثانية عشرة: الاستعانة بالزوج والذي هو شريك حياة، في أن يقوم بالاعتناء والاهتمام بالطفل الأكبر، خلال الفترة التي تحتاجينها لقضاء وقت مع الطفل الرضيع، فالرضيع يلزمه الكثير من العناية والرضاعة والاستحمام وهي أمور يجب القيام بها بهدوء وروية ودون استعجال.
النصيحة الثالثة عشرة: سؤال الطفل الأكبر عن رأيه في عدة أمور، حتى لو كان طفلا في عمر السنتين أو الثلاث سنوات، فلا بأس من سؤاله عن أمور مهما بدت بسيطة، مثل: ماذا تود أن تأكل؟ ما لونك المفضل؟ هل تود ارتداء هذا أم ذاك؟ إن هذه الأسئلة البسيطة، تشعره بأهميته، وتطفئ نار الغيرة عنده.
النصيحة الرابعة عشرة: مدح الطفل الأكبر ومكافأته عند قيامه بالتعاون أو بفعل سلوك إيجابي تجاه أخوه أو أخته الأصغر، وذلك لتعزيز خلق الإيثار والتعاون وحب الغير والمشاركة تجاه العائلة، والتباهي به وتصرفاته الحسنة أمام الأقارب عند حضورهم لرؤية الطفل الجديد.
النصيحة الخامسة عشرة: ذكر القصص للأبناء والتي تذكر أحداثا مشابهة لما يحصل معهم، وذلك عن طريق تمثيلها بالحيوانات أو بالشخصيات الوهمية، فنذكر مثلا كيف قام الأرنب بالاعتناء بأخته الصغيرة، لأن ذلك يغرس فيهم الأخلاق الحميدة بصورة أفضل بكثير من الأوامر والمصارحة.