كمسؤولة عن طفل يعاني من إعاقة... كيف تريد من أفراد المجتمع معاملته؟

1 إجابات
profile/ميس-نبيل-طمليه
ميس نبيل طمليه
كاتبة في مجال تطوير الذات الذكاء العاطفي في عدة مواقع إلكترونية (٢٠٠٧-حالياً)
.
٣١ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
سأختصر كلامي ومعاناتي بنقطتين... 

-         أن يثقوا به وبقدراته 
-         أن يحترموا مشاعره ومشاعرنا 

 

ربما أتى هذا السؤال في وقته، فأنا خالة لطفل عمره 8 سنوات ويعاني من ضمور في الدماغ، كما أنني الآن أتحمل مسؤوليته لوحدي منذ حوالي شهر كون أسرته تسكن في الإمارات، وقد أرسلاه والداه هنا لأن الأردن يوفر خيارات علاج وتأهيل كبيرة وأفضل من الإمارات. 

وقد عانيت من هذا الموضوع كثيراً وما زلت أتحسس إن أسيء التعامل معه من قبل أي شخص، وها أنا اليوم مضطرة لإقناع بعض الاختصاصيين بقدرات عمر وأن أولى خطوات علاجه وتأهيله هي الوثوق به وبقدراته. فبعد أن استلمت خطة تأهيل عمر اكتشفت أن معظم الأهداف الموضوعة في الخطة هي أدنى من قدراته العقلية بكثير، فاضطررت لتصوير فيديوهات لعمر وهو يستجيب لبعض الأوامر لأثبت لهم أنه يستطيع تفريق الألوان ويعرف الأرقام من 1-5، ولكن سلوكياته وعدم رغبته في الاستجابة إن لم يكن الحافز قوياً هي وراء عدم استجابته وليس عدم معرفته أو فهمه للأمر! 

بصراحة هذا الموضوع أحبطني كثيراً لأنني على قناعة تامة بأنك لن تنجح في أداء المهمات إلا بوسيلتين هما: إيمانك بنفسك وإيمان من حولك بك وبقدراتك، ووجود حافز قوي يحركك لأداء هذا العمل... فكيف سيتبع عمر الأوامر وهو يعلم ويشعر أن الأخصائي غير واثق به، أو أنه لا يعرف كيف يحفزه ويجعله ينجز المطلوب منه! 

نفس هذا الأمر ينطبق على الحياة بأكملها... فإن وثق الناس مثلاً بالطفل سيفوق توقعاتهم بالتأكيد، ولو خفضوا سقف توقعاتهم منه فلن يستجيب وسيعطيهم أقل من إمكانياته بكثير، فليس هناك إنسان لا يشعر! 

 

كما أنني أكره أن يتكلم الناس عن عمر على مسمعه، فيبدؤون بالتساؤل عن نوع إعاقته وسببها، ومن ثم يتلفظون بألفاظ قاسية عليه وعلينا مثل "يا حرام"، "الله يعينكم"، حتى أن أحد الأقارب قال لنا مرة على مسمعه "هو فعلياً المشكلة مش بس إنه عندكم ولد معاق، هو كمان العائق قدامكم إنكم تمارسوا حياتكم بشكل طبيعي، فأكيد ما بتعرفوا تعيشوا زي هالناس"! 

فعلاً نحن لا نعيش ككل الناس، لأن الله اختارنا لنؤتمن على روح بريئة تحتاج مساعدتنا ودعمنا وتفهمنا وصبرنا وحكمتنا، فقد لا نستطيع أن نذهب لتسلق الجبال ولكننا نستطيع أن نختار أماكن ترفيهية أخرى تناسب حالة عمر وقدراته الحركية، كما أننا قد لا نستطيع شراء الكثير من الأمور الثانوية لأن رفاهيتنا تكمن في استثمار كل ما معنا لتحسين حالة عمر. 

أتمنى أن نربي أولادنا على الاختلاف حتى لا نرى طفلاً معاقاً في السوبر ماركت فنجرحه أو نجرح أهله بكلامنا أو بتصرفاتنا أو حتى بنظراتنا. وأن نعطي دورنا للأم التي تصطحب معها طفلاً ذو إعاقة؛ فهي ليست كباقي الأمهات ووقتها من ذهب كما أن طفلها لا يتحمل الانتظار الذي قد يجعله يصدر سلوكيات سيئة جداً. وأن لا نركن سياراتنا في المواقف الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، وأن نعطيهم حقوقهم ونحترمها ونشجعهم ونسهل حياتهم. 

أنا لا أطلب التمييز ولكنني أطالب أن يتم معاملة ذوي الإعاقة ككل البشر لهم حقوق وعليهم واجبات أيضاً، كما أطالب بتسهيل أمورهم لأن لا ذنب لهم بما هم فيه. 

وليتذكر الناس أن كثيراً من الأشخاص ذوي الإعاقة كانوا في يوم من الأيام أشخاص طبيعيين، لكنهم قد يكونوا قد تعرضوا لحادث سير تسبب بما هم فيه الآن. 

 

 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة