في عالم العتاب والمحبة، هل كتبت رسالة عتاب لأحد من قبل ماذا كتبت له؟

1 إجابات
profile/ghayda-tamimi-1
Ghayda Tamimi
الهندسة
.
٢٦ يوليو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يقال إن العتاب دليل على المحبة، وقد كتبت رسالة عتاب يومًا إلى صديقتي، وترددت في إرسالها لها عبر البريد الإلكتروني، إلا أنني قررت الاحتفاظ بها لنفسي، ولم أرغب في إرسالها، ولا تزال موجودة عندي، سأطلعكم عليها.


"مرحبًا ن،


قد لا يهمك ما أكتبه لكِ، ولكن منذ ما حدث بيننا، أصبحت أشعر وكأنني أعيش في حفرة باردة ومظلمة وكئيبة لشهور عدة. لم أتمكن من تجاوز الأمر بسهولة. ولقد مرت ليالٍ طوال عانيت خلالها الأرق وقلة النوم، فأنتِ تعرفينني جيدًا، أقلق من الأمور الصغيرة، فما بالك بأمر عظيم كخسارتي لصديقتي العزيزة.


لأكون صريحةً، عشت حالة اكتئاب شديدة، اضطربت نفسيتي بسبب سوء التفاهم الذي حصل بيننا. تجوّلت في المناطق التي كنا نمشي بها معًا، وشعرت بالأسف على نفسي، وواصلت طرح السؤال، "لماذا حصل ما حصل؟".


وصلت أخيرًا إلى مرحلة، رفضت فيها أن استمر فيها بالشعور بالأسف على روحي، ولوم ذاتي بسبب موقف لم أملك حيلة تجاهه. وأصبحت أقل جلدًا لذاتي، وأصبحت قادرة على الحصول على خمس ساعات من النوم المتواصل. أخيرًا أدركت أن الحياة مستمرة، لا تقف عند شخص أو موقف.


بعد ذلك، بعد مرور شهرين، راسلتني بشأن رغبتكِ في اللقاء من أجل الحديث و"للاعتذار شخصيًا".


ليست لديكِ أدنى فكرة عما أثّر بي ذلك عقليًا وعاطفيًا، فلقد طلبت مني أن أسامحكِ على سوء تقديرك للأمور، وقد سامحتكِ فعلًا، إلا أنه ما زال من الصعب عليّ تصديق ما إذا كنتِ فعلًا صادقة في اعتذاركِ أم لا.


بصفتي إنسانة عاطفية ومتسامحة، اخترت أن أنسى وأن أسامح، مع ذلك، فإنني أرفض الاستمرار بأن تعود الأمور كما كانت بيننا سابقًا، فالخروج من تلك الحالة من الضيق والحزن استنفدت مني طاقتي بشكل كامل.


هل تدركين أين تكمن الصعوبة؟ سأخبرك، إن أصعب ما في الأمر، يكمن في كونك شخصًا لطيفًا وجيدًا طوال الوقت، وأن تُستغل طيبتك وحسن نيتك مرارًا وتكرارًا.

لقد كذبت عليّ عدة مرات وأنا اخترت أن أصدقكِ، ووقفت بجانبكِ عندما كان الناس يخبرونني عن شر أعمالكِ، واختلفت مع كثير من الأصدقاء دفاعًا عنكِ، كنت أعتز برابطة الأخوة والصداقة بيننا ولم أكترث للباقين.


لقد تأذيت، أنا فعلًا مجروحة، وربما سأبقى كذلك على الأرجح لفترة طويلة.


على الرغم من أنني قد سامحتك وحاولت تجاوز الأمر برمته، فإن هناك جزءًا مني يشعر بالندم على سذاجتي، وأعتقد أن هذا أمر يجب أن أتعايش معه، فقد أخبرني أحدهم ذات مرة بأن هذا هو الثمن الذي تدفعينه مقابل مسامحة شخص يؤذيك.


بينما أستمر أنا في العمل على استعادة الثقة بنفسي وبالآخرين، والشفاء الذاتي بعد كل ما مررت به، آمل أن تعثري يومًا على أصدقاء مخلصين في محبتهم لكِ كما كنت أنا مخلصة في محبتي لكِ.


إنني الآن أمضي قدمًا، خطوة بخطوة، لأستعيد الفرح والحرية التي كنت أشعر بها في يوم من الأيام.


لا تقلقي عليّ رغم ذلك، سأكون على ما يرام."


  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة