الكارثة عزيزتي أنّ رسائل الحُب هي من أعقد الرّسائل التي نكتبها في حياتنا، مع أنّها لا تحتاج إلى خوارزميّاتٍ صعبة لكنّني سأشرح لك أين تكمن الصُّعوبة.
على مستوى عالي حين ترين كاتبةً مُحترفة تتلعثم وتمحو الرّسالة التي تكتبها عشرات المرّات وتحاول جاهدة أن تخرج ببضعِ كلمات ويشحّ معجمها فجأةً، ما هذا إلّا لأنّها واقعة في حبٍّ أكبر منها ومن لُغتها.
لأنّك تكتبين إلى رجلٍ لا يكتفي بأن يُشبهك روحًا بل عقلًا وكيانًا وأُسلوبًا وفي فترةٍ ما سيُشبهك شكلًا، يقولون لكِ "فيك من لاحة حبيبك"، فقلوب الأحبّة الحق مؤلّفة وأرواحهم مُجنّدة وأساليبهم مُتطابقة ووجهات نظرهم مُتحدّة ومُتحدّية للعالم ومنسجمة في مضمونها.
أنا شخصيًّا أتهرّب من التّعبير لمن أُحبّهم فأنا حقًّا لا أجد ما أقول وأحاول جاهدةً أن أستدعي لسان الكاتبة في التّعبير في هذه الحالات، فأنت في مقابلك إنسان أرقّ منكِ ولم يبخل عليك يومًا بالصّبر والانتظار وإطالة البال، اكتبي له أن لا يكون إلّا طريًّا قريبًا رجلًا كما هو دائمًا. اسأليه مثلًا "حبيبي هل فكّرت مرةً كم أنت شفّافٌ معي؟" أو "هل فكّرت كم أنا أحزن حين تفعل كذا وكذا؟"
صدّقيني؛ المُحب حقًّا شفّاف للدّرجة التي تحقّق في ذاتك الرّغبة في مُراسلته بدل كتابة الرّسائل الطّويلة.
أشكريه على كلّ شيء دون تخصيص أو ذكر بشكلٍ لطيف، قولي له لا تكن إلّا قريبًا ودودًا رقيق القلب كما عرفتك وكما ستكون حين أكون إلى جانبك وأنت في الستّين من عُمرك، ولا داعي للحزن والتراجيديا، كوني حقيقيّة فقط.