هل يمكنك أن تشرح لي ما هو اضطراب التأقلم؟

2 إجابات
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
Dental hygienist
.
١٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لا بد لكل إنسان من أن يجد ولو مكانًا يذهب إليه، هل تدرك يا سيدي الكريم، هل تدرك ما معنى ألا يكون للإنسان مكان يذهب إليه؟

 دوستويفسكي (الجريمة والعقاب)


بهذا السؤال عبر الكاتب دوستويفسكي عن أحد الأسئلة الصعبة التي يمر عبرها المرء خلال حياته، ومن هذا المنطلق نكتفي بهذا السؤال ونعيد طرحه بتفاصيل حكاية إنسان قطعت حبال وصله بالحياة وأصبح تائهاً في فضاء الكون غارقاً في وحشته التي تُطبق على صدره وتجعله وحيداً مُهدر الوجود.

هذا الإنسان الذي تجمعت حوله ضغوطات الحياة، وكان للمواقف الصعبة نصيبٌ في بناء جدارٍ مظلم يحيط بروحه ويجعله يدخل في غياهب العزلة التي يشملها السكون ويكلل كيانها الألم.

الإنسان الذي حكم عليه القدر بالمضي بطريقه وحيداً، يمر عبر الجموع لكنه لا يرى إلا وجوهاً عابرةً لا تحمل على سطحها أي ملامح، يمضي حاملاً معه تذاكر الزمن ليركب بها أقرب قطار ينتشل روحه من ظلام السكون، فيجد نفسه وحيداً في إحدى المحطات ينتظر قطاراً ربما تكون هذه محطته الأخيرة المحطة التي يجمع فيها شظايا الأرواح المتعبة المصطفة على سكة القدر.

ربما يكون اضطراب التأقلم هو السبب الرئيسي في ردود الأفعال التي مر من خلالها هذا الإنسان والتي كانت سبباً في تقييد روحه بسلاسل الوحدة والاكتئاب، فما هو هذا الاضطراب وكيف يتمكن المرء من تخطيه؟
 
 اضطراب التأقلم أو بروايةٍ أخرى اضطراب التكيّف
(بالإنجليزيَّة: Adjustment Disorder)
هو أحد ردود الفعل غير الطبيعية تصدر من قبل الشخص المصاب نتيجة لضغوطات الحياة أو المرور عبر أحد المواقف الصارمة والأليمة في حياة الفرد مثل التغيرات الجذرية في حياته أو بعض الأحداث المجهدة مثل المشاكل الشخصية أو التغيرات الاجتماعية أو بعض المواقف الصعبة.

ولعل هذه العوامل تكون سبباً في عزلة المصاب وظهور بعض الأعراض التي تؤثر عليه بشكل سيئ، وتجعله يغير مشاعره وتفكيره ونظرته للمجتمع والعالم ولعل أبرز هذه الأعراض:
 
-الحزن وعدم الشعور بالسعادة تجاه أي شيء في الحياة.
-التوتر والقلق.
-الأرق.
-التعب والإرهاق.
-البكاء.
-الاكتئاب.
-العزلة والابتعاد عن المجتمع.


 تبدأ هذه الأعراض خلال ثلاثة أشهر من بدء الضغوطات على الفرد وقد تدوم لستة أشهر بعد إجلاء الضغوطات عن المصاب، لكن في بعض الحالات وتحديداً لدى الأشخاص الذين تستمر الضغوطات عليهم ولا تنتهي مما يجعل الأعراض التي تواجههم مستمرة أيضاً، قد يتحول لديهم هذا الاضطراب إلى حالة مزمنة تؤثر بشكل سلبي على حياتهم.
 
 العزلة والانطواء على الذات المضي قدماً في طريق مهجور لا يوجد فيه أي مرسى يحط عليه الفرد رحاله، يمشي وحيداً على ما تبقى من قلبه يحمل دليل روحه بين كفيه لكنه يجهل مكان بوصلة قدره الذي يلازم طريق عزلته الطويل، يمشي يعرف نفسه إلى نفسها ويحاول أن يبحث عن ضوء ينتشل ما تبقى من أثر إضاعته أطياف الظلام والعزلة التي لازمته.

تلك اللوحة ببساطة تمثل مشهد من حياة إنسان يعاني من اضطراب التأقلم، لكن متى يجب على المصاب أن يزور الطبيب؟

 من وجهة نظري يجب على الفرد أن يذهب إلى الطبيب عندما يبقى محصوراً في إطار لوحة هذا المرض يتخبط بين أطياف العزلة والألم حيث إنه يشعر بأن الحدث الذي سبب له هذا الاضطراب ما زال يلازم روحه ويقيد حياته، أو أن يمر خلال موقف آخر يجعله يرجع إلى نقطة الصفر، في هذه الحالة يجب عليه أن يطلب يد المساعدة وينتشل نفسه من مخاطر المضاعفات التي من الممكن أن تحدث إليه إذا استمر هذا المرض في إحكام قبضته على روحه.

إن العلاج ببساطة يكمن داخل الإنسان، فكلما كان الإنسان يحمل في صدره الأمل والتمسك في الحياة كلما استطاع أن يتجاوز كل ألم واضطراب يواجه روحه.

لعل الإيمان بالذات هو من أحد الحبال التي تربطنا بالقدر وتجعلنا نمضي بين عثراته وننتشل أنفسنا من بين رمال الفشل في كل مرة نقع فيها جاثين على ركبنا، لذلك إذا كنت تعاني من أحد أعراض هذا اضطراب لا تتردد بأن تساعد نفسك وتحاول قدر الإمكان أن تتخطى كل ما تواجهه من ضغوطات، وتذكر بأن دائماً هنالك شيءٌ ما على هذه الأرض يستحق الحياة

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٣١ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     كما تعرف؛ فجميعنا نتعرض لأحداث قوية في حياتنا كوفاة شخص مقرب أو طلاق، وربما تكون نقاط تحول كدخول المدرسة أو تغيير الوظيفة. وبالطبع فإن التعامل مع هكذا أحداث يكون بالحزن، أو الانعزال، أو غيرها من ردود الفعل الطبيعية التي تظهر على الناس. وربما يأخذ الأمر بضعة شهور إن كان الأمر جللًا، إلا إن حدث حدثٌ ولم يستطع الفرد التأقلم لمدة جد طويلة، إي أن تصل لشهور عديدة في حال الانتقال لمدرسة جديدة، أو سنين لا تنتهي في حال خسارة شخص ما، هنا عادة ما يكون هذا الشخص مصابًا بـ اضطراب التأقلم. فهذا الاضطراب يجعل الشخص يجد صعوبة في المواقف الصادمة، ويرى نفسه أبدى رد فعلٍ مبالغ فيه، أو أكثر بكثير من المتوقع.


     وهذا الأمر ليس شيئًا داخليًا فقط، إذ أنه يؤثر غالبًا على نمط حياة الشخص. ربما يمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، من الممكن أن ينقطع عن العمل، أو أن يقطع علاقاته الشخصية أو غير ذلك من الأمور التي لا تنتهي على خير حال. 


     سأذكر لك بعض الأعراض التي تظهر على من يملك اضطراب التأقلم:
في البداية فيجب أن تعلم أن الأعراض تختلف مع اختلاف الشخص، وكذلك المسبب ونوع الحالة، إلا أن هناك بعض النقاط التي يعقل أن تتشابه. فمثلًا إن كنت تحمل هكذا اضطراب ستشعر بشكل دائم بأنك لم تعد سعيدًا، حتى الأمور التي كنت تلجأ إليها لتسعدك لم تعد تحمل ذات القيمة، ولم تعد تستطيع أن تستمتع بها بعد الآن.


     ربما ستجد أنك تبكي في أغلب الوقت وبشكل متكرر. ستظهر لديك مشاكل في النوم. وربما ستشعر بالقلق والتوتر طوال الوقت، وغالبًا سيتأثر نومك بكل ذلك. وهناك أيضًا من يفقد شهيته للطعام. ويتوقف عن فعل الأمور التي كان يفعلها عادًة كزيارة الأصحاب، ودفع الفواتير، وممارسة العمل. وأخرون يصل بهم الحال لأن يتوقفوا عن النشاطات اليومية، أو يبدأون بالتفكير بأذية أنفسهم أو الانتحار.


     ربما سترى أن هذه الأمور يشعر بها كل من تعرض لموقف يحمل صاحبه ضغط وتوتر كبير، إلا أنه يجب أن تعرف أن المشكلة تبدأ باستمرار الأعراض أو بدأ ظهورها بعد أكثر من ثلاثة شهور على الحادثة.


     من وجهة نظري؛ فإني أرى أنك بحاجة لزيارة طبيب مختص في حال شعرت أن الأعراض لا تهدأ، وأنها على نفس مستواها أو تزداد مع التقدم في الأيام. حتى تتجنب الأعراض الكبيرة التي قد تصل إلى الإيذاء أو ما شابه، عليك أن تعلم شخصًا تثق به، وتتوجه إلى الطبيب مباشرة.