كما تعرف؛ فجميعنا نتعرض لأحداث قوية في حياتنا كوفاة شخص مقرب أو طلاق، وربما تكون نقاط تحول كدخول المدرسة أو تغيير الوظيفة. وبالطبع فإن التعامل مع هكذا أحداث يكون بالحزن، أو الانعزال، أو غيرها من ردود الفعل الطبيعية التي تظهر على الناس. وربما يأخذ الأمر بضعة شهور إن كان الأمر جللًا، إلا إن حدث حدثٌ ولم يستطع الفرد التأقلم لمدة جد طويلة، إي أن تصل لشهور عديدة في حال الانتقال لمدرسة جديدة، أو سنين لا تنتهي في حال خسارة شخص ما، هنا عادة ما يكون هذا الشخص مصابًا بـ اضطراب التأقلم. فهذا الاضطراب يجعل الشخص يجد صعوبة في المواقف الصادمة، ويرى نفسه أبدى رد فعلٍ مبالغ فيه، أو أكثر بكثير من المتوقع.
وهذا الأمر ليس شيئًا داخليًا فقط، إذ أنه يؤثر غالبًا على نمط حياة الشخص. ربما يمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، من الممكن أن ينقطع عن العمل، أو أن يقطع علاقاته الشخصية أو غير ذلك من الأمور التي لا تنتهي على خير حال.
سأذكر لك بعض الأعراض التي تظهر على من يملك اضطراب التأقلم:
في البداية فيجب أن تعلم أن الأعراض تختلف مع اختلاف الشخص، وكذلك المسبب ونوع الحالة، إلا أن هناك بعض النقاط التي يعقل أن تتشابه. فمثلًا إن كنت تحمل هكذا اضطراب ستشعر بشكل دائم بأنك لم تعد سعيدًا، حتى الأمور التي كنت تلجأ إليها لتسعدك لم تعد تحمل ذات القيمة، ولم تعد تستطيع أن تستمتع بها بعد الآن.
ربما ستجد أنك تبكي في أغلب الوقت وبشكل متكرر. ستظهر لديك مشاكل في النوم. وربما ستشعر بالقلق والتوتر طوال الوقت، وغالبًا سيتأثر نومك بكل ذلك. وهناك أيضًا من يفقد شهيته للطعام. ويتوقف عن فعل الأمور التي كان يفعلها عادًة كزيارة الأصحاب، ودفع الفواتير، وممارسة العمل. وأخرون يصل بهم الحال لأن يتوقفوا عن النشاطات اليومية، أو يبدأون بالتفكير بأذية أنفسهم أو الانتحار.
ربما سترى أن هذه الأمور يشعر بها كل من تعرض لموقف يحمل صاحبه ضغط وتوتر كبير، إلا أنه يجب أن تعرف أن المشكلة تبدأ باستمرار الأعراض أو بدأ ظهورها بعد أكثر من ثلاثة شهور على الحادثة.
من وجهة نظري؛ فإني أرى أنك بحاجة لزيارة طبيب مختص في حال شعرت أن الأعراض لا تهدأ، وأنها على نفس مستواها أو تزداد مع التقدم في الأيام. حتى تتجنب الأعراض الكبيرة التي قد تصل إلى الإيذاء أو ما شابه، عليك أن تعلم شخصًا تثق به، وتتوجه إلى الطبيب مباشرة.