لا يذهب لأي مكان!
يُعرّف الظلام بأنّه غياب الضوء، لذلك لا وجود له بشكل مُستقل أو حقيقي، لولا وجود الضوء لا يوجد ظلام.
أعلم أنّه يبدو شيئًا فلسفيًا، ولكن هذه حقيقة الأمر؛ فهل سبق أن كنت بغرفة وشعرت أنّها مُظلمة والظلام يختفي تدريجيًا؟
لا، لأن هذا حقيقًة لا يحصل، بل يحصل أن يوجد ضوء، وعند اختفاء الضوء يظهر الظلام.
أي أن الظلام يعتمد بوجوده اعتمادًا كليًا على وجود الضوء.
والأمر مشابه للأحلام؛ فالأحلام لن تحدُث ما لم يُكن هناك واقعًا، وبمجرد أن تستيقظ فإن الأحلام تختفي، ولكنها لم تكن موجودة أساسًا.
يُمكنك إجراء تجربة صغيرة للتأكد من الأمر، قف في غرفة مُغلقة معتمة، وقم بإنارة الضوء، ومن ثم أغلقه بشكل مفاجئ، سوف تلاحظ أنّك لا زلت ترى ومضات صغيرة من الضوء وتختفي تدريجيًا حتى يُصبح الظلام ظاهرًا.
الآن قم بإضاءة النور بشكل مفاجئ، سوف تلاحظ أن هناك نقاط لا زالت مظلمة، أي أنّ الظلام لم يذهب لمكان فعليًا، ولكنه اختبأ خلف الضوء.
من ناحية علميّة يُمكن تفسير ذلك في تعاقُب النهار (الضوء) والليل (الظلام)، كما تعلم فإنّ الأرض كروية الشكل، وتقع في الفضاء الفارغ أسود اللون؛ أي مُظلم، وفي هذا الفضاء يوجد معنا الشمس، وهي مصدر الضوء والحرارة الأساسي لكوكب الأرض.
الأرض تدور حول نفسها، ونتيجة دورانها يتعرّض أحد نصفيها للشمس الذي تجعله مُضيئًا، وهو ما يُصنف وقت النهار، والنصف الآخر الذي تغيب عنه الشمس يكون لا زال مُظلمًا، وهو ما يصنف وقت الليل، وأثناء دورانها تبقى الشمس تضيء نصفها، والنصف الآخر يبقى في ظلام الفضاء المُعتاد.