قضاء سنة الفجر سنة مشروعة وليس لازماً ، لأن حكم سنة الفجر أنها سنة وليس بواجبة لازمة في الأًصل فكذلك قضاؤها إذا فاتت سنة مثل حكم الأصل.
والدليل على مشروعية قضاء سنة الفجر مع صلاة الفجر إذا فات وقت صلاة الفجر هو فعل النبي عليه الصلاة والسلام كما روى أبو داود في سننه عن عمرو بن أمية الضمري قال : ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فنام عن الصبح حتى طلعت الشمس ، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : تنحوا عن هذا المكان ، قال : ثم أمر بلالا فأذن ، ثم توضئوا وصلوا ركعتي الفجر ، ثم أمر بلالا فأقام الصلاة فصلى بهم صلاة الصبح ).
فرسول الله صلى سنة الفجر قبل أن يصلي صلاة الفجر بعد خروج وقتها.
وهذا القول هو قول جمهور الفقهاء ، خلافاً لما روي عن بعض السلف وقول للمالكية بعدم قضاء صلاة النافلة.
واشترط الأحناف لقضائها أن تفوت السنة مع الفرض فيحتاج إلى قضاء السنة مع الفرض ، أما إذا فاتت السنة فقط دون الفرض فلا يشرع قضاء السنة وحدها.
وعند جمهور الفقهاء يجوز قضاء السنة لو فاتت وحدها ولكن اختلفوا في وقت قضائها على قولين:
- فبعضهم قالوا بجواز القضاء بعد الصلاة وقبل طلوع الشمس وبجواز تأخير القضاء إلى حين طلوع الشمس .
والدليل على جواز القضاء قبل الشمس حديث قيس بن عمر لما رآه النبي يصلي بعد الفجر ركعتين فقال : «أَصَلَاةَ الصُّبْحِ مَرَّتَيْنِ؟»: إني لم أكن صليت الركعتين اللتين قبلهما، فصليتهما الآن، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم "
-وبعضهم قالوا بعدم قضائها إلا بعد طلوع الشمس لحديث "من لم يصل ركعتي الفجر، فليصلهما بعدما تطلع الشمس"، ولانه وقت نهي بعد صلاة الفجر .
والأمر فيه سعة إن شاء الله.
وركعتا الفجر لهما أجر عظيم لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يحرص عليهما سفراً وحضراً ، وكان يقول ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)، لذلك ينبغي على الواحد الحرص عليها وقضاءها إذا فاتته حرصاً على الأجر .
والله أعلم
43 مشاهدة
