ديننا الاسلام أمرنا بالرفق بالحيوان وعدم إيقاع الأذى عليها وجعل لمن يقوم بإيذاءها عقوبة قال صلى الله عليه وسلم : " أنَّ امرأةً دخَلَتِ النَّارَ في هِرَّةٍ ربَطَتْها، فلم تَدَعْها تُصيبُ مِن خَشاشِ الأرضِ، ولم تُطعِمْها، ولم تَسقِها، حتى ماتَتْ " أما من رفق بالحيوانات كان له أجر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بَيْنا رَجُلٌ يَمْشِي، فاشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَنَزَلَ بئْرًا، فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فإذا هو بكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ: لقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الذي بَلَغَ بي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ قالَ: في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ ".
حكم اطعام الغراب
اختلف العلماء على حكم إطعام الغراب على وجهين :
1. أن اطعام الغراب جائز ،وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " في كل كبد رطبة أجر "فهم يرون أن حديث عام يشمل الحيوانات المأمور بقتلها والحيوانات المحترمة بشكل عام .
2. إطعام الغراب غير جائز ، وذلك أنهم حملوا حديث " في كل كبد رطبة أجرا" على الحيوانات المحترمة التي لم يؤمر بقتلها أم التي أمر بقتله لأنها تلحق الضرر مثل الخنزير لا يطعم ليزاد قوة ويزداد ضرره .
الحكم الراجح
رجح العلما أن الحديث عام يشمل الحيوانات المأمور بقتلها وغير المأمور بقتله وأن لو وضع إنسان طعام في مكان معين بقصد إطعامها جاز ذلك وعلل بعضهم جواز اطعام الغراب بقولهم أن المقصود بالغراب الذي يمنع اطعامه هو الذي يأكل الجيف على عكس غراب الزرع .