هل صحيح أن الزنا لا يتحقق إلا بالدخول الكامل والقذف

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الزنا كبيرة من الكبائر وهي من السبع الموبقات وقد جمع الله ذكرها مع الإشراك بالله وقتل النفس لما فيها من الخطورة وذلك أنها قتل للمجتمع كله !

قال الله تعالى في سورة الفرقان "  وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) ".

والزنا له مقدمات التي هي خطواته التي حرمها الإسلام كالنظر المحرم والاستماع المحرم والاختلاط المحرم والخلوة المحرمة واللمس المحرم ..إلخ ،وهذه معاص لا توجب الحد ولكن يعزر صاحبها إن لم يتب منها .

وهناك حقيقة للزنا تبلغ بها مفسدة الجريمة ذروتها وذلك بحصول الجماع بين الرجل وبين امرأة لا تحل له ، وذلك بدخول ذكره في فرجها ، فإذا حصل ذلك وقع الزنا الكامل الذي يستوجب صاحبه العقوبة الشرعية وهي الحد بجلده مئة جلدة إن لم يكن محصناً ورجمه بالحجارة حتى الموت إن كان محصناً .

إما إذا لمس الرجل المرأة أو حصلت مداعبة دول دخول ، أو أي شيء مما قد يحصل بين الرجل والمرأة ولكن دون دخول ،فلا يعد ذلك من الزنا الاصطلاحي الذي يستوجب به الحد الشرعي التام ،ولو حصل إنزال .

ولكن في المقابل لو أدخل الرجل ذكره في فرج المرأة المحرمة عليه فقد وقع الزنا وإن لم يحصل قذف من الرجل أثناء هذا الجماع .

فقولك "الزنا لا يتحقق إلا بالدخول الكامل والقذف " ، أما القذف فلا يشترط لتحقق الزنا الاصطلاحي ، وأما الدخول فهو شرط .

وقد عرف الحنابلة الزنا أنه " تغييب حشفة ذكر بالغ عاقل في أحد الفرجين ممن لا عصمة بينهما ولا شبهة". 

والمذاهب الفقهية الأربعة وإن تنوعت عباراتهم في بيان تعريف الزنا الموجب للحد لكنهم متفقون من حيث الجملة أنه : الوطء المحرم المتعمد .

وأخيراً أنبه أنه وإن كان الزنا الموجب للحد لا يتحقق بدون دخول ولكن هذا لا يخفف من جرم مقدماته وإن لم توجب الحد  ، فالتساهل في البدايات يجر إلى النهايات ، نسأل الله العافية .

والله أعلم