ربما استطيع أن أقول لك أن هذه الحالة من أكثر الحالات التي تصيبني بالرعب لمجرد التفكير فيها. ولأوضّح لك الأمر.. هل سبق وأن شعرت أنك ميت؟ كأنك بلا وجود ولا تشعر بأن أحدًا يراك؟ ربما ما هذه إلا مشاعر مؤقتة نابعة من إرهاق يوم طويل، أو نتيجة موقف صادم وحزين. لكن الأمر المرعب أن هنالك بعض الأشخاص الذين يؤمنون حقً أنهم أموات، وما هم إلا أجساد سائرة تحمل الموت بداخلها.
مجرد تصوّري للأمر ومحاولة الشعور به يزرع الخوف في داخلي. هؤلاء الأشخاص في بعض الأحيان يعتقدون أنهم يحملونة أطرافًا ميتة، أو أعضائهم، وهنالك من يعتقد أن كامل جسمه ميت، وآخرون يعتقدون ذلك في أرواحهم.
إن هذه الحالة النادرة عادة ما تكون مصاحبة ل
اضطرابات أخرى مثل الاكتئاب، أو ثنائية القطب، أو الانفصام، أو اضطراب تبدد الشخصية، وغيرها من الاضطرابات المشابهة. وأشارت الدراسات أن متوسط عمر المصابين بهذه الحالة هو ٥٠ سنة، لكن ذلك لا يعني أن الشباب والأطفال لا يصابون به، بل على العكس.
فيما يخص
الأعراض فإن الأمر غالبًا ما يبدأ بالشعور بالعدمية، وانعدام أي شعور. فإن أصحاب هذه الحالة يعتقدون أحيانًا أن يتعفنون، أو أنهم لم يُخلقوا من الأساس.
وكذلك من الممكن أن يعاني المصاب من القلق، والإحساس بالذنب، والهلوسة، وربما يحاول إيذاء نفسه في بعض الأحيان.
حاول الباحثون وعلماء النفس البحث في
أسباب هذا المرض، إلا أنهم لم يجدوا أسبابًا واضحة ومحددة. أما عن الفئة التي تصاب به، فإن متوسط العمر -كما ذكرت سابقًا- هو ٥٠ عامًا، بينما يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال.
وهناك متلازمة أخرى من المحتمل أن تظهر على المصاب مع وهم كوتار، وهي ما تسمى ب
متلازمة كابجراس. أما هنا فإن المصاب يعتقد أن جميع من حوله قد تم استبدالهم بأفراد آخرين ربما هم محتالون!
وبما أن الكثير من المنظمات ما زالت لا تعترف بوهم كوتار على أنه مرض، فإن
التشخيص ما يزال صعبًا. ويتم تحديده غالبًا من الطبيب بعد استبعاد أي خيار آخر.
أما فيما يخص
العلاج فهو متنوع، إذ أن هذا الوهم -كما ذكرت سابقًا- يأتي مع اضطرابات أخرى، لذا يكون العلاج على أساسها. فإما يكون عن طريق العلاجات الدوائية لمعالجة الذهان أو الاكتئاب، أو تعديل السلوك، أو عن طريق مثبتات المزاج. وكذلك هنالك جلسات العلاج النفسي التي لها كبير الأثر. وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أُصدرت عام 2009 أن الصدمات الكهربائية تعتبر من أكثر طرق العلاج استخدامًا.
كلما حاولت التفكير بمشاعر المصاب، أو حاولت تصور أفكاره يجعلني ذلك أشعر بحزٍن شديد، بالإضافة للرعب الذي أتخيل أن يصيبني لمجرد أن أقابل شخصًا يعاني من وهم كوتار. لكن ماذا عنك؟
https://www.healthline.com/health/cotard-delusion