هل سبق ان سمعت بما يسمى وهم كوتار؟

2 إجابات
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
دبلوم في Dental hygienist (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٣٠ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لعل وهم كوتار أو اسم هذا المرض يستحضر بداخلي بعض الذكريات التي كانت بداية التعارف بين ريشة ألواني والفن السيريالي.

لطالما كنت أحاول أن أخرج عن المألوف لا سيما عندما أرسم لوحاتي الفنية، فدائماً ما كان التمرد على الإطار والخروج عن حدوده هو الصفة الملازمة لأعمالي الفنية، ولعل تلك الليلة زينت تاريخي الفني وجعلته يتسم بالامألوف.

الليلة التي كان فيها مطر تشرين يعزف ألحان بداية موسمه حيث كانت السماء ملبدةً بالغيوم، وكنت أجلس بالقرب من نافذة غرفتي أحاول أن أبدأ رسم لوحة تجسد طقوس عيد الهالوين الذي اقترب وصوله إلى ضفاف العالم، والذي كان الرعب فيه يجسد العنوان الرئيسي لمشروع الفني المرتقب.

أغمضت عيني لكي أحاول أن ألاحق الأطياف الهاربة من قفص خيالي لكن الأفكار كانت تهرب من رأسي وخيالي يأخذني نحو منحنى معاكس للحقيقة، وجدت نفسي أبحث في مكتبة الأفلام لعلني أجد فيلماً يساعد فرشاتي على اقتباس الإلهام من تفاصيل الحكاية.


وفعلاً اخترت فيلماً يدعى ليلة الموتى الأحياء (Night of the Living Dead) جذبني العنوان الغريب للوهلة الأولى وعند التمعن بالتفاصيل تأكدت بأنني سوف أجد طرف خيط الإبداع من خلاله.

كانت مشاهد الفيلم تحمل بداخلها العديد من التفاصيل التي تبث بداخل المشاهد مشاعر الرعب، ولعل شخصية (الزومبي) أو برواية أخرى الموتى الأحياء أو كما يصفها المخرج في الفيلم (بالغيلان)، هي السبب الرئيسي في تشتت المشاهد وجعله يسافر عبر عالم منفصل عن الواقع معلقاً بحبال الخيال يسأل الفراغ المحيط به هل يمكن أن تتحقق الأحلام وتتجسد على أرض الواقع؟


ذلك السؤال علق في ذهني لدقائق عديدة، وبعد انتهاء شارة النهاية وخروجي من بين السواد المكتسي ببياض الشاشة، لا أنكر أن فضولي دفعني لأن أبحث عن جواب أو شيء يدل على وجود الزومبي في الواقع، بدأت بحثي على الإنترنت وعبر المواقع المختلفة لأجد نتيجة تجسد الخيال بكل تفاصيله لكنها واقعية وحدثت للعديد من الأشخاص، تلك النتيجة تمثل مرض وهم كوتار، فما هو هذا المرض وكيف استطعت من خلاله أن أبدأ رحلتي عبر الفن السيريالي؟


متلازمة وهم كوتار أو متلازمة الجثة المتحركة هي مرض نفسي نادر من خلاله يتوهم المريض بأنه متوفي وغير موجود على قيد الحياة أو أنه جثة متعفنة أو إنه فاقد أعضاءه الداخلية أو دماءه.
إن هذا الاضطراب يعتبر من الاضطرابات النفسية النادرة التي تحدث بسبب أمراض نفسية مختلفة مثل اضطراب ثنائي القطب أو الفصام أو في بعض الأحيان يكون نتيجة لحوادث سير.

يتميز المصاب بهذا الاضطراب (بإنكاره) لوجوده أو وجود جزء من جسده، فيغرق في وساوس مرضية غير موجودة وينكر حياته مما يجعله يصاب باكتئاب مزمن ويرفض أي شيء يبقيه على قيد الحياة مما يجعله يكون صورة مشوهة للعالم وينفصل عن الواقع.

في هذه الحالة يظن المصاب بأنه جثة ميتة انتقلت إلى عالم الأموات وأن الأشخاص حوله هم مجرد أرواح مسافرة في رحلة الموت، لذلك يرفض المريض العلاج ويصبح أكثر ميلاً للتصرف كالجثث ويبتعد عن كل شيء يجعله حي.


عند قراءتي لهذه المعلومات تردد في رأسي العديد من الأفكار التي أحاطت بها أجنحة المشاعر الغريبة  التي نسجت ريشها من خيوط الرعب والخيال.

بدأت في رسم لوحتي وجدت فرشاتي تتجه نحو السريالية شيئاً فشيئاً وتتبع أسلوب سيلفادور دالي، حيث كانت الخطوط تنحني نحو مركز الفراغ وتنصهر الألوان على انحناءات العناصر، بينما تصمت أصوات ضربات الفرشاة لتسمح للرموز بأن تخترق الواقع.

لعل وهم كوتار كان مصدر إلهام لي جعلني أحرر مشاعر الرعب بداخلي وأحولها للوحة فنية خارجة عن المألوف تتسم بسرياليتها، وتجعل المشاهد يقرأ تفاصيل هذا الاضطراب عبر لغة الفن وبين تفاصيل الخيال المعلق داخل إطار الواقع الملتف حول اللوحة. 



  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٩ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
     ربما استطيع أن أقول لك أن هذه الحالة من أكثر الحالات التي تصيبني بالرعب لمجرد التفكير فيها. ولأوضّح لك الأمر.. هل سبق وأن شعرت أنك ميت؟ كأنك بلا وجود ولا تشعر بأن أحدًا يراك؟ ربما ما هذه إلا مشاعر مؤقتة نابعة من إرهاق يوم طويل، أو نتيجة موقف صادم وحزين. لكن الأمر المرعب أن هنالك بعض الأشخاص الذين يؤمنون حقً أنهم أموات، وما هم إلا أجساد سائرة تحمل الموت بداخلها.

     مجرد تصوّري للأمر ومحاولة الشعور به يزرع الخوف في داخلي. هؤلاء الأشخاص في بعض الأحيان يعتقدون أنهم يحملونة أطرافًا ميتة، أو أعضائهم، وهنالك من يعتقد أن كامل جسمه ميت، وآخرون يعتقدون ذلك في أرواحهم.

     إن هذه الحالة النادرة عادة ما تكون مصاحبة لاضطرابات أخرى مثل الاكتئاب، أو ثنائية القطب، أو الانفصام، أو اضطراب تبدد الشخصية، وغيرها من الاضطرابات المشابهة. وأشارت الدراسات أن متوسط عمر المصابين بهذه الحالة هو ٥٠ سنة، لكن ذلك لا يعني أن الشباب والأطفال لا يصابون به، بل على العكس.

     فيما يخص الأعراض فإن الأمر غالبًا ما يبدأ بالشعور بالعدمية، وانعدام أي شعور. فإن أصحاب هذه الحالة يعتقدون أحيانًا أن يتعفنون، أو أنهم لم يُخلقوا من الأساس.

     وكذلك من الممكن أن يعاني المصاب من القلق، والإحساس بالذنب، والهلوسة، وربما يحاول إيذاء نفسه في بعض الأحيان.

     حاول الباحثون وعلماء النفس البحث في أسباب هذا المرض، إلا أنهم لم يجدوا أسبابًا واضحة ومحددة. أما عن الفئة التي تصاب به، فإن متوسط العمر -كما ذكرت سابقًا- هو ٥٠ عامًا، بينما يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال.

     وهناك متلازمة أخرى من المحتمل أن تظهر على المصاب مع وهم كوتار، وهي ما تسمى بمتلازمة كابجراس. أما هنا فإن المصاب يعتقد أن جميع من حوله قد تم استبدالهم بأفراد آخرين ربما هم محتالون!

     وبما أن الكثير من المنظمات ما زالت لا تعترف بوهم كوتار على أنه مرض، فإن التشخيص ما يزال صعبًا. ويتم تحديده غالبًا من الطبيب بعد استبعاد أي خيار آخر.

     أما فيما يخص العلاج فهو متنوع، إذ أن هذا الوهم -كما ذكرت سابقًا- يأتي مع اضطرابات أخرى، لذا يكون العلاج على أساسها. فإما يكون عن طريق العلاجات الدوائية لمعالجة الذهان أو الاكتئاب، أو تعديل السلوك، أو عن طريق مثبتات المزاج.  وكذلك هنالك جلسات العلاج النفسي التي لها كبير الأثر. وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أُصدرت عام 2009 أن الصدمات الكهربائية تعتبر من أكثر طرق العلاج استخدامًا. 

     كلما حاولت التفكير بمشاعر المصاب، أو حاولت تصور أفكاره يجعلني ذلك أشعر بحزٍن شديد، بالإضافة للرعب الذي أتخيل أن يصيبني لمجرد أن أقابل شخصًا يعاني من وهم كوتار. لكن ماذا عنك؟


https://www.healthline.com/health/cotard-delusion