هل خلقنا الله لغاية وهل يستفد منها؟

ما من شك أن الله تعالى الخالق العظيم الرحيم الحكيم لم يخلقنا عبثا ولم يخرجنا من العدم إلى الوجود إلا لأمر عظيم. فقد قال سبحانه في سورة البقرة:{إني جاعلٌ في الأرض خليفة}. فالغاية من خلق آدم عليه السلام أن يكون خليفة الله في أرضه ولذلك أودعَ الله فيه سرّه القدسي ونفخ فيه من روحه.{ونفختُ فيه من روحي}. وهبهُ الروح التي هي جوهر نوراني إلهي بها يتوصَّل إلى معرفة الله وقد قال جلَّ في علاه:{وما خلقتُ الجن والإنس إلاّ ليعبدون}. وجاء في تفسير يعبدون عن إبن عباس رضي الله عنهما أي يعرفونِ. وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: "كنتُ كنزاً مخفياً فأحببتُ أن أُعرف فخلقتُ خلقا تعرّفتُ إليهم فبي عرفوني".  
فنحن على هذه الأرض لنقوم بالخلافة ونحقق وظائف العبودية التي كُلّفنا وشُّرفنا بها من حضرة الله تعالى ونسعى في مسيرة الكمال الروحي وصولا إلى المعرفة.. إلى الحقيقة. أما الله تعالى ملك الملوك رب العالمين فهو غنيٌّ عنا وعن الخلق أجمعين.

الله عز وجل أراد أن يذكر ويشكر ويعبد فخلق الخلق، ثم خلق الإنس والجان وكلفهما بالرسالة والعبادة وجعل مناط التكليف العقل، وهذا يعني أن كل ما في الكون مسير إلا الإنس والجن مخيران.

والمتسفيد من التكليف أو الذي يتحصل له الضر هو الانسان او الجان نفسيهما وذريتهما ، فالله غني عنا وعن عباداتنا، ولكن من اتبع وآمن فلنفسه ومن عصى فعليها والله كما أخبرنا ليس بظلام للعبيد.