هل تقبل دعوة مؤيد الظالم في صلاته؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
١١ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
(مؤيد الظالم ) هم من يسميهم العلماء ( أعوان الظلمة ) وهذه الإعانة هو الركون الذي حرمه الله ونهى عنه وجعل حكم فاعله هو حكم الظالم نفسه وجعل مصيرهم وعقابهم واحد وإن كانوا في العقاب على دركات  .

قال الله تعالى ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ) (هود ، 113)

قال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القران :( قوله تعالى:{وَلَا تَرْكَنُوا}الركون حقيقةً الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به،قال قتادة:معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم.وقال ابن جريج:لا تميلوا إليهم.وقال أبو العالية:لا ترضوا أعمالهم;وكله متقارب وقال ابن زيد:الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم ) .

وإعانة الظالم لها أشكال وأنواع بعها أشد من بعض :

قال مكحول الدمشقي: ينادي منادٍ يوم القيامة:أين الظلمة وأعوانهم ؟ فما يبقى أحدٌ مدَّ لهم حبراً أو حبَّرَ لهم دواةً أو برى لهم قلماً فما فوق ذلك إلا حضر معهم،فيجمعون في تابوتٍ من نارٍ فيلقون في جهنم...
وعن سفيان  الثوري: من برى لهم قلماً،أو ناولهم قرطاساً،دخل في هذا أي في الركون.

وَجَاء رجلٌ خياطٌ إِلَى سُفْيَان الثَّوْريّ فَقَالَ إِنِّي رجلٌ أخيط ثِيَاب السُّلْطَان- وكان السلطان ظالماً- هَل أَنا من أعوان الظلمَة؟فَقَالَ سُفْيَان:بل أَنْت من الظلمَة أنفسهم،وَلَكِن أعوان الظلمَة من يَبِيع مِنْك الإبرة والخيوط.) ( كتاب الكبائر للذهبي).

وذكر ابن مفلح في الفروع : ( أنه لما حبَسُوا الإمام أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي السِّجْنِ جَاءَهُ السَّجَّانُ,فَقَالَ:يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَدِيثُ الَّذِي رُوِيَ فِي الظَّلَمَةِ وَأَعْوَانِهِمْ صَحِيحٌ؟قَالَ:نَعَمْ،قَالَ السَّجَّانُ:فَأَنَا مِنْ أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ؟قَالَ لَهُ:أَعْوَانُ الظَّلَمَةِ مَنْ يَأْخُذُ شَعْرَكَ وَيَغْسِلُ ثَوْبَكَ وَيُصْلِحُ طَعَامَكَ وَيَبِيعُ وَيَشْتَرِي مِنْكَ،فَأَمَّا أَنْتَ فَمِنْ الظَّلَمَةِ أَنْفُسِهِمْ ) .

أما السؤال عن دعاء هذا المعين للظلمة في صلاته فالجواب : 
أن لاستجابة الدعاء شروط منها :
- التوبة من المعاصي وطاعة الله ، فكيف لهذا الظالم المعين للظلمة العاضي لله المقيم على معصيته بمعونة الظلمة أن يستجاب له !

- أن يحل مطعمه ومشربه ورزقه ، فكيف لهذ المعين للظلمة الذي يأخذ رزقه من هذه المعونة المحرمة أن يستجاب له !

فالمعين للظلمة ظالم مثلهم معية الله عنه بعيدة وتوفيق الله له مفقود وغضب الله وسخطه عليه نازل ، فلا يجاب دعوته ولا ينال مطلوبه في غالب الحال.

ولكن قد يحصل أن يدعو الله بدعاء فيحصل له مراده لحكمة الله يعلمها الله ، ككون ما دعا به فيه مصلحة لغيره ، أو قد يدعوه مالا فيعطيه الله ذلك استدراجا له وإمهالا حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر .

والله