من رحمة الله تعالى بعبده المذنب أنه إذا تاب وأناب ورجع إليه معترفاً بذنبه نادماً تائباً توبة نصوحة ، فإنه تعالى يقبله ويغفر له جميع ذنوبه ، ومن كرم الله تعالى أنه يبدل سيئاته حسنات !!!
- قال الله تعالى : ( إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) سورة الفرقان(70)
- ويقول الله تبارك وتعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الزمر 53
-وفي الحديث يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) رواه مسلم
- ولكن الله لا يغفر أن يشرك به - قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ) سورة النساء(48)
- فالله تبارك وتعالى يعلم أن الإنسان لا بد له من الوقوع بالذنوب حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه فكيف لا ؟ واسمه التواب الغفور والعفو والرحيم ، فلو لم يكن هناك ذنوب لم يكن لمعنى العفو والغفور والتواب والرحيم معنى، فهو سبحانه وتعالى سبق بقضائه وعلمه أن الجن والإنس يذنبون فيتوب الله على من تاب ويغفر الله لمن شاء ويعفو عمن شاء سبحانه وتعالى.
- وطبيعة النفس البشرية قد تقع بالمعاصي لغلَبَة الشيطان عليها ، ولكن المطلوب من المسلم أنلا يستسلم لنفسه ولا لشهواته ولا لشيطانه ، لأن النفس أمارة بالسوء - قال الله تعالى : ( وأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى *فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) سورة النازعات (40-41 )
- وقد يدخل الشيطان إلى الإنسان في حالة أنه إذا تاب ثم عاد إلى الذنب فإن الله تعالى لن يقبله مرة أخرىى ! وأن باب التوبة مقفول في وجهه !!! بل عليه أن يجدد التوبة ولو عاد في اليوم مائة مرة .
وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 110، 111].
-فاللهُ تعالى يغفر الذنب العظيم لِمن استغفره وتاب إليه وأناب، ويوفقه للعمل الصالح بعد ذلك الموجِب لثوابه وزوال عقابه.
- وعليه : فالله تعالى يغفر جميع الذنوب والمعاصي - ما عدا الشرك بالله - فإذا تاب من ذنوبه ومعاصيه وأقبل على خالقه بقلب منكسر مقر بالذنب مستغفر وتائب فإن الله تعالى بابه مفتوح وهو غافر الذنب وقابل التوب .