من هو الشاعر أبن سهل الأندلسي وما هي أشهر مؤلفاته

 

 

انصرف ابن سهل إلى حياة المتعة واللهو وما يتصل بهما من شعر الخمر والغزل والموشحات، حتى أصبح "شاعر إشبيلية ووشاحها". دفعه سوء الأحوال البلد السياسية إلى مغادرة مدينة إشبيلية مع بداية العقد الخامس من القرن السابع إلى جزيرة  اسمها منورقة. وفيها قال أولى قصائده  في مدح أبي عدنان بن حكم صاحب منورقة. ثم غادرها إلى مدينة سبتة. 

اختلفت المصادر في إسلام الشاعر ابن سهل، ومعظم كتب التراجم التي كانت قريبة من عهده تقول أنه أسلم، وتستدل هذه المصادر بقصائد المدح التي نظمها في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. 

 

له أزجال ذكرها ابن حجة الحموي في بلوغ الأمل لكنَّهُ نبغ وأبدع في فن الموشحات وبهذا الفن اشتهر ومهر, واهم أعماله ديوان إبراهيم بن سهل الأندلسي, وقد أشار المقّري إلى أن ديوانه «حاز قصب السبق في النظم والتوشيح», ديوانه مطبوع, حيث جمعه وحققه محمد قوبعة وصدر عن الجامعة التونسية في عام 1985. 

 

ومن شعره : 

أذوق الهوى مرَّ المطاعم علقما            وأذكـُر مِن فيهِ اللَّمى فيطيب 

تحنُّ وتصبو كـل عينٍ لحسنه              كأن عيـونَ الناس فيه قلوبُ 

وموسى ولا كـفرانَ لِلّهِ قاتلي               وموسى لقلبي كيف كان حبيبُ 

 

وقوله: 

كيف خلاص القلب من شاعر              رقت معانيه عن النقد 

يصغر نثر الدر من نثره          ونظمه جل عن العقد 

وشعره الطائل في حسنه          طال على النابغة الجعدي 

وقال في وصف الأصيل : 

أنظر إلى لون الأصيل كأنه                لاشك لون مودع لفراق 

والشمس تنظر نحوه مصفرة               قد خمشت خدا من الإشفاق 

لاقت بحمرتها الخليج فألف                خجل الصبا و مدامع العشاق 

سقطت أوان غروبها محمرة               كالخمر خرت من أنامل ساق 

 

وله قصيدة وقت حصار إشبيلية، استصرخ فيها أهل النخوة، واستحثهم على المبادرة إلى نصرة إخوانهم، ويقول فيها: 

ورداً فمضون نجاح المصدر               هي عزة الدنيا وفوز المحشر 

نادى الجهاد بكم بنصر مضمر            يبدو لكم بين القنا والضُّمر 

خلوا الديار لدار عز واركبوا               عبر العجاج إلى النعيم الأخضر