من الذي جمع ديوان ابن سهل الأندلسي وكيف تمت هذه العملية

1 إجابات
profile/إسراء-غسان-حسونه
إسراء غسان حسونه
معلمة لغة انجليزية
.
٢٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 الذي قامَ بجمعِ ديوانِ ابن سهل الأندلسي هو أحمد حسن القرني، وقَد صَدَر كتابُ ديوان ابن سهل عام 1926 م، أحمد حسنين القرني هو كاتبٌ مصريٌّ لم يَشتهر كثيراً ولكنّه عُرِفَ باعتنائِهِ بإحياءِ التراث، وإعادةِ إحياءِ سِير الشعراءِ القدماء، مثال على ذلك قام بجَمعِ ديوانِ كلٍّ من «ابن سهل الأندلسي» و«بشَّار بن بُرد‎». 

بالرّغمِ من الأوضاعِ السّياسيّةِ الصّعبةِ في أواخرِ حُكمِ العَربِ للأندلسِ في القرنِ الثّالثِ عشر الميلادي، إلا أنه بَقي عَصراً شَهد تميّزاً ثقافيّاً وفِكريّاً كَبيراً، فقد اشتُهرَ الكثيرُ من الأدباءِ والعلماءِ والشّعراءِ في ذلكَ الزّمن، ومن بينهِم شاعرٌ إشبيليّة "ابن سهل الأندلسي" الذي لقُّب أيضاً "شاعر الأندلس والمغرب". لذلك قام أحمد القرني بجمعِ قصائدَ وموشّحاتٍ ابن سهل لأهميّتها وخوفاّ من اندثارها. 

من هو ابن سهل الأندلسي؟ 
هو أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي من مَواليدِ عام 605 هـ / 1208 وتوفي عام 649 هـ / 1251، وأصوله من أسرةٍ يهوديّةٍ، وولِدَ في إشبيلية. 

في بدايةِ حياتهِ، عاشَ حياةَ المتّعةِ والتّرفِ من شُربِ الخمرِ والغزلِ والمُوشحاتِ، حتى أصبحَ شاعرَ إشبيلية، وبعد تَغيرُ الأوضاعِ السّياسيّةِ وسُوئها، غادرَ إشبيلية إلى جزيرةِ منورقة في الخمسينيات من القرن السّابع، وعاش فيها لمدةِ سنة أو أكثر بقليل. 

يقالُ إنه بَعدها غادرَ إلى سبتة، لكن أقوالٌ أخرى تقول أه زار إشبيلية قبل مُغادرتِهِ إلى سبتة والدّليل على ذلك كتابته لقصيدةِ عن إشبيلية في تلكَ الفترةِ. 

بالنّسبةِ إلى إسلامهِ، فالمعظمُ يُقر بأنهُ دَخلَ الإسلام مُستدلين على ذلك الأبيات الشّعريّة التي كَتبها عن مدحِ الرّسولِ، بَينما الآخرين الذي نَفوا إسلامَه استدلوا على ذلك مِن كثرةِ استخدام كلمة "موسى" في الغزل، أخيراً الأرجح أنه أسلم من كتابته للبيتين الآتيين: 

تسَلّيتُ عن موسى بحبّ محمّدٍ                  هديتُ ولولا اللهُ ما كنتُ أهتدي 
وما عن قِلًى قد كان ذاك وإنّما                 شريعةُ موسى عُطّلت بمحمدِ 

أما بالنّسبة لوفاته، فقد مات غرقاً عام 649 هجري، عندما أرسله الوزير أبي علي بن خلاص في رحلة مع ابنه أبي القاسم بهديّة إلى صاحب تونس، ومات غريقاً أثناء الرّحلة، مع العلم أن ابن سهل نال حظّه بأن أصبح كاتباً لأبي علي بن خلاص، وهذا يُعدّ سبباً بأن ارتبط اسمه بكلمة كاتب. 

أعمال ابن سهل الأندلسي 
كان أديباً وشاعراً ماهراً وذكيّاً، كان شِعرُهُ يتّصفُ بالرّقةِ وكثرةِ العواطفِ فيه، اشتهرَ بشعرِ الغزلِ خُصوصاً لسيدنا "موسى: عليه السّلام، ولم يَكتب عن غيره إلا القليل، كان أسلوبه رائعاً وشعرُهُ جميلاً ومَحبّب للنّاس أيضأً. 

لم يُرد في شِعره الهجاء، ويَكاد المَدحُ يُعدم من قصائِدِه، لكنّه ظَهر في مَدحِ الرّسول، ومن عُيوبِ شِعره قصورٌ في الخيال، والآراء قليلةٌ، ويَوجدُ تِكرارٌ في المَعاني حتى أنك يُمكنكَ أن تَحكم على شِعره من قصيدةٍ واحدةٍ له. 

ضَمّ ديوانُ ابن سهلٍ الأندلسيّ العَديدَ من القصائدِ، التي تَنوّعت بين مدحٍ وغزلٍ وقلّةٍ في الهجاءِ، ومن أبرز هذه القصائد: 

قصيدة أبا حسنٍ لا حسّنَ اللَّهُ حالة. 

قصيدة أبو طالبٍ في كفهِ، وبخده. 

قصيدة قُلْ لمن أسهرَ بالعينِ الجفونْ. 

قصيدة هذا أبو بكر يقود بوجهه 

 قصيدة يوم تضاحك نوره الوضاء 

قصيدة كأنَّ الخالَ في وَجَناتِ موسى. 

قصيدة أذوق الهوى مر المطاعم علقما 

قصيدة كان محياكَ لهُ بهجة. 

قصيدة ردوا على طرفي النوم الذي سلبا 

قصيدة طرقت منقبة تروع تحجبا 

 قصيدة أما لك ترثي لحالةِ مكمدِ. 

 قصيدة أما لكَ في أمري إلى العدلِ مصرفٌ. 

 قصيدة أموسى لقد أوردتني شرَّ موردٍ. 

 قصيدة أموسى متى أحظى لديكَ ومبعدي.