كل ما جاءت به الشريعة الإسلامية إنما هو لتهذيب النفس الإنسانية وضبطها بما يناسب الفطرة التي فطرها الله عليها، وكل ما فيها من أحكام حتى لو لم تعرف الحكمة منها، فهمي من عند الله عز وجل الأعلم بحال العبد من نفسه.
والطهارة واحدة من الأحكام الشرعية الأساسية، التي تنفذ بالمقام الأول لأنها أمر من الله عز وجل ولأنه يعلم الأفضل لنا، ثم هناك عدة غايات من سن أحكام الطهارة، يمكن ذكرها بعد ذلك.
- الطهارة توافق فطرة الإنسان : خلق الله عز وجل الإنسان على فطرة النظافة، وأحكام الطهارة جاءت لتوافق هذه الفطرة، من حيث الابتعاد عن النجاسات، والمحافظة على نظافة البدن، بالاغتسال والوضوء والاستنجاء.
- الطهارة تقي من الأمراض : أثبت علمياً أن المحافظة على نظافة الجسم تحفظ الإنسان من كثير من الأمراض التي تنتقل مع الجراثيم والأوساخ، ولذا كان الإسلام معيناً للناس للوقاية من كثير من الأمراض التي قد تصيبهم إذا لم يحافظوا على طهارتهم.
- الطهارة من آداب ملاقاة الله : الإنسان عندما يصلي أو يهم بالدعاء، إنما هو يكون على لقاء مع الله عز وجل، ولذا يجب أن يحافظ على طهارته تأدباً معه، لو نظرت لحالنا بالدنيا، تجد الواحد منا إذا عرف أنه سيلاقي شخصية مهمة فإنه يحرص على أن يظهر بأفضل حلة ويهتم بنفسه، فما بالك بمن يلقى الله عز وجل ويناجيه، أليس من الأولى أن يهتم بطهارته أيضاً.
لذا فإن الطهارة جزء من إيمان العبد، وهي على قسمين، طهارة البدن وطهارة النفس، ومن المهم أن يحرص المسلم على طهارة الجانبين كما بينت الشريعة الإسلامية، لما فيهما من تقويم للعبد وتنظيم في حياته التي هي في مقصدها الأول لله عز وجل.
734 مشاهدة
