لا توجد سورة محددة بعينها تحدثت عن ملاذ الدنيا ، ولكن الله سبحانه جمع أهم انواع الشهوات التي زينها للناس في هذه الحياة الدنيا وفطرهم على الميل إليها والسعي في تحصيلها في آية رقم (14) من سورة آل عمران ، حيث يقول سبحانه " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب " .
فذكر ست انواع من الشهوات والملاذ وهي : 1. النساء 2. البنين 3.المال 4.الخيول (أو المركوب عموما ) 5.الأنعام 6. الزرع والثمر ، فهذه الملاذ هي أصول الشهوات وباقي الملاذ متفرعة عنها أو متعلقة بها .
وهنا عليك ان تنتبه ان ميل الإنسان إلى هذه الشهوات ليس مذموما من حيث ميله لها وسعيه في تحصيلها فهذا امر فطره الله عليه ، ومحاولة مخالفته أو ادعاء عكسه مخالف للفطرة الإنسانية والشرعية .
فالله لم يفطرنا على حب هذه الشهوات ليأمرنا بتركها ومحاربتها ، وإنما في ذلك حكم ومصالح ، فعمران هذه الدنيا بحاجة إلى وجود مثل هذه الشهوات ، وتحقيق مقصد خلقنا من الابتلاء والاختبار بحاجة إلى وجود مثل هذه الشهوات ، وهو سبحانه إنما يأمرك ان تشبع هذه الحاجة الفطرية فيك بالطريق المشروع الذي جعله سبحانه طريقا شرعيا لذلك ( كالنكاح لإشباع شهوة النساء مثلا ) ، مع عدم جعل هذه الشهوات هي شغلك وهمك وفكرك ، وإنما يجب أن يبقى موضوع الاخرة التي هي الدار الباقية وتحقيق غاية خلقك بالعبودية لله هو الأساس الذي تجتهد فيه وتفكر بشأنه .
وفي سورة الكهف آية توضح نظرة الإسلام إلى هذه الشهوات وكيف ينبغي للمؤمن ان يتعامل معها إذ يقول سبحانه " واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا "
فبين سبحانه أن هذه الحياة الدنيا كلا شيء وسرعان ما تزول ، ثم بين أن شهواتها زينة محببة فقال " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " ثم بين الحقيقة التي ينبغي على كل عبد الاعتناء بها وجعلها همه " والباقيات الصالحات خير عندك ربك ثوابا وخير أملا "
والله أعلم