- لقد زينت الشهوات للإنسان لأن الشهوة من فطرته وطبيعته وتركيبه ،ولطبيعته ولمهمته في الأرض ، فمن كمال وظيفته في الأرض وإستمرار وجوده ونسله وتحقيق استخلاف الله تعالى في أرضه ركب فيه الشهوة ( شهوة الطعام والشراب والجنس ) وفي نفس الوقت بيّن له سبحانه طريق الخير وطريق الشر ، ووضح له الحلال والحرام .
- ومن حكم تركيب الشهوة في الإنسان :
1- التكاثر واستمرار النسل .
2- الإختبار لمن يتبع نفسه وشهوته ، ومن يصبر ويضبط نفسه ويمنعها عن الحرام .
3- للرجوع والتوبة إلى الله تعالى بعد اقتراف الذنب .
4- العمل والاستعداد لشهوات الآخرة وما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة من شهوات الطعام والشراب والنساء والذهب والفضة واللباس والمسكن والجمال والكمال وغيرها .
- لذلك جُبل الإنسان على حب الدنيا وشهواتها وملذاتها من النساء والمال والجاه والسلطان والأنعام وغيرها .
- قال الله تعالى: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ . قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد ) سورة آل عمران/14-15.
-قال السعدي في تفسير هذه الاية الكريمة : "يخبر تعالى أنه زين للناس حب الشهوات الدنيوية، وخص هذه الأمور المذكورة؛ لأنها أعظم شهوات الدنيا وغيرها تبع لها...فلما زينت لهم هذه المذكورات بما فيها من الدواعي المثيرات، تعلقت بها نفوسهم، ومالت إليها قلوبهم، وانقسموا بحسب الواقع إلى قسمين: قسم: جعلوها هي المقصود، فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها، فشغلتهم عما خُلقوا لأجله، وصحبوها صحبة البهائم السائمة، يتمتعون بلذاتها، ويتناولون شهواتها، ولا يبالون على أي وجه حصَّلوها، ولا فيما أنفقوها وصرفوها، فهؤلاء كانت زاداً لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب. والقسم الثاني: عرفوا المقصود منها، وأن الله جعلها ابتلاء وامتحاناً لعباده، ليعلم من يُقدِّم طاعته ومرضاته على لذاته وشهواته، فجعلوها وسيلة لهم، وطريقاً يتزودون منها لآخرتهم، ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته، قد صحبوها بأبدانهم، وفارقوها بقلوبهم، وعلموا أنها كما قال الله فيها: {ذلك متاع الحياة الدنيا} فجعلوها معبراً إلى الدار الآخرة، ومتجراً يرجون بها الفوائد الفاخرة، فهؤلاء صارت لهم زاداً إلى ربهم".
- وقال قتادة:
- خلق الله سبحانه الملائكة عقولاً بلا شهوات .
- وخلق البهائم شهوات بلا عقول .
- وخلق الإنسان وجعل له عقلًا وشهوة .
- فمن غلب عقله شهوته فهو مع الملائكة!!!
- ومن غلبت شهوته عقله فهو كالبهائم!!!
- أما فضل الصبر على الشهوات :
1- حلاوة الإيمان في القلب
2- نيل محبة الله تعالى ورضاه : ففي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم :(ومَن يُرِدِ الله به خيرًا يُصِبْ منه )
3- الثواب العظيم يوم القيامة قال تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
4- دخول الجنة ، قال تعالى : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) سورة الرعد (23-24)